كم تولستوي بيننا؟

أنور بن أحمد البدي -

يتحدث كثيرون اليوم عن الدين، ويزعم كلٌّ منهم أنه المتمسك الحقيقي به، لكن ما إن تقترب من أفعالهم حتى ترى الدين منهم هاربًا، وكأن المبادئ صارت كلمات تُقال لا سلوكًا يُمارس.

قال تولستوي ذات يوم: “لا تحدثني عن الدين، دعني أجده في أفعالك.”
وما أصدق قوله! فالكلمة مهما علت لا تُقاس بوقعها في الأسماع، بل بأثرها في الواقع. إن الدين الذي لا ينعكس على التعامل، والرحمة، والصدق، والإحسان، ليس إلا قشرة شكلية تخلو من الجوهر.

لقد صار بعض الناس يفصلون الدين على مقاس أهوائهم وميولهم، فيجعلونه أداة لتبرير أخطائهم بدل أن يكون ميزانًا يهديهم إلى الصواب. بينما جوهر الدين الحقيقي هو أن ترتقي في إنسانيتك، وأن ترى في ألم الآخرين وجعًا يمسّك، وفي حاجاتهم واجبًا عليك.

أن تتألم يعني أنك ما زلت حيًا،
لكن أن تشعر بألم الآخرين… فذاك ما يجعلك إنسانًا


اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى