البخيل وصحن الكباب

مرتضى محمد الشواف -

يُعدّ البخل من الصفات المذمومة التي نهى عنها الشرع، ويُعرف بأنه إمساك المال وعدم إنفاقه في الأمور المباحة، وهو ضد الكرم والجود.

وليس البخل محصورًا في المال فحسب، بل قد يتجاوز ذلك ليشمل البخل في العلاقات الاجتماعية والعائلية والدينية، وحتى في المشاعر تجاه الآخرين.

فالبخيل كثيرًا ما يعيش في عزلةٍ عن الناس، ويشعر دائمًا بعدم الرضا والتعاسة، ويغلب عليه القلق والخوف. ويُحكى أنه في أحد الأزمنة كان هناك رجلٌ بخيل، يتلذذ بأكل الكباب.
وذات يوم، ذهب إلى السوق واشترى له صحناً من الكباب، وبينما كان في طريق عودته إلى منزله، رأى رجلاً فقيرًا جالسًا على الأرض يبكي بحرقة.

اقترب منه وسأله: – ما الذي يُبكيك؟ فأجابه الفقير بصوتٍ متهدّج: – لم أتناول الطعام منذ ثلاثة أيام. عندها جلس الرجل البخيل بجانبه وأخذ يبكي هو الآخر! فنظر إليه الفقير بدهشة وسأله: – ولماذا تبكي أنت أيضًا؟

فقال البخيل: – لبكائك! قال الفقير: – لا حاجة لدموعك، أعطني من طعامك. فقال البخيل متنهّدًا: – لا أستطيع، إنما أواسيك بالدموع فقط!

العبرة: لا تكن بخيلاً، وساهم في العطاء، فالعطاء يدفع البلاء ويجلب الهناء. قال رسول الله ﷺ:“البخيل بعيدٌ من الله، بعيدٌ من الناس، قريبٌ من النار “وقال أيضًا ﷺ:“البخيل حقًّا من ذُكرتُ عنده فلم يُصلِّ عليَّ.”


اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى