إني أُحامي أبدًا عن ديني

إنه رمز نادر للفداء والإخلاص المطلق في سبيل التضحية، فهو السيف والسند والعزّة في ليالي الطف وفي ساحة القتال، ومدرسة في الشجاعة والوفاء. ولم يكن مجرد أخٍ مع أخيه، بل كان رجل العقيدة واليقين الذي اختار الموت ليحفظ كرامة الرسالة ويصون بيعة الدم والولاء لأخيه.
لقد جسّد أرقى معاني الولاء حين قالها خالدة: “إني أُحامي أبدًا عن ديني”، فلم يكن يقاتل لعصبيةٍ أو نسبٍ، وإنما لأجل دينٍ اختاره بقناعة. إنه الفارس الجسور الذي لم يرى لنفسه فضلًا، بل كان يرى طاعته لأخيه واجبًا مقدسًا لا يعلوه شيء.
فحين ناداه: “هل من ذابٍّ يذبّ عنّا؟”، كان أول من لبّى النداء بصوت الروح التي سالت على رمضاء الطف، وهو يحمل راية الحق التي لم تسقط إلا بعد أن سقط حاملها شهيدًا.
ما أعظمها من لحظةٍ حين وقف على شاطئ الفرات، والماء يلمع أمامه، والظمأ يحرق جوفه، فمدّ يده وغرف قليلًا، لكنه تذكّر ما تذكّر، ورمى الماء من يده وقال: “يا نفس من بعده هوني، وبعده لا كنتِ أو تكوني” أيُّ وفاءٍ هذا وأيُّ ولاءٍ نادرٍ يسطره التاريخ بحروفٍ من نور؟
للتواصل:
📧 a-attafi@hotmail.com
اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.