لا تبهرك الألقاب

أصبحنا نعيش زمن نقيم فيه الأشخاص من خلال ألقابهم لا من خلال قيمهم فكم من دكتور أساء للمهنة وكم من بسيط نشر علما وربى أجيالا وترك إرثا خالدا دون ضجيج فلا تبهرك الألقاب إنما أبحث عن الأثر ولا تسلم عقلك لكل من تصدر المنصات بـ”دال”فقد تكون مجرد قشرة تخفي فراغا أو تصنع .
فالدكتور الحقيقي من وضع علمه على أكتاف الناس لينفعهم ويداوي جهلهم ويرتقي بفكرهم فليس كل من حمل شهادة يستحق التصفيق وليس كل من صمت عن الأضواء عديم الفضل والوعي لا يشترى والنزاهة لا تمنح بل تُربى والشهادة لا تصنع العالم .
“الدال” التي تسبق الاسم إن لم تسبقها أخلاق ووعي وحرص على خدمة الناس فهي لا تساوي شيئا فالمجتمعات ترتقي بالأخلاق والمعرفة المتواضعة لا بالتعالي الأكاديمي فنحن بحاحة إلى دكاترة يساهمون في حل مشكلات المجتمع لا من يتزينون بالألقاب في المجالس والبرستيج فقط فما قيمة لقب يستخدم أداة للهيبة لا وسيلة للتغيير وما فائدة عقل يحمل شهادة دكتوراه ولا يحمل قضية أو شغفا أو هدفا لخدمة وطنه وأمته ؟
كم من شخص نال لقب (دكتور) بشراء شهادة وكم من آخر حصل عليها في مجال لا يحدث فرقا فلا العلم نفع ولا المجتمع استفاد فالقيمة ليست في الألقاب إنما في الأثر والعمل والضمير .
فالعلم الحقيقي تواضع وعطاء وخلق أما الغرور المقنع بلقب فهو وجه آخر للجهل فكم من دكتور لا يحمل من العلم إلا ورقة ولا من الأدب إلا ما يزين به حساباته في وسائل التواصل وكم من إنسان بسيط بلا ألقاب يُحدث في نفوس من حوله أثرا عميقا لا يمحى.
للتواصل / a-attafi@hotmail.com
اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.