أنت المدرب …

تجربة لافتة للدكتور عبدالله الحسن

جاسم المشرّف -

ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام:”في التجارب علم مستأنف” أي علم متجدد، والاستئناف إعادة النظر في الشيء بعد الحكم فيه.
وكأن هذه الحكمة تجعل من التجربة معياراً لصحة، أو صلاحية بعض ما نحمله من معرفة أو قناعات، بل تدفعنا لإعادة النظر لتعديل قناعتنا، وأساليبنا.

فالتجارب علم متجدد كتجدد النهر الذي لا يكف عن الجريان؛ لذا تعتبر الكتابة في مجالات الحياة الواسعة، والقائمة على التخصص والضوابط المعرفية من أكثر الكتابات ثراء وحيوية وعطاء.

وقد تجاوز الغرب غيرهم من الشعوب في إدارة الموارد البشرية، وميدان التدريب؛ لرفع كفاءة الانتاج، وترشيد الاستهلاك، واستثمار الموارد الشرية بأعلى ما يمكنهم من طاقة، وكتبوا في هذا الجانب، ونظروا له، ومع التلاقح المعرفي أضحت الكويت واحدة من أبرز الدول العربية عامة، والخليجية خاصة حضوراً في هذا المجال.

والكتابة تأخذ ثلاثة مسارات: إبداعية، وتأليفية، وإبداعية تأليفية، والكتاب الذي بين أيدينا من النوع الثالث، حيث يمثل تجربة شخصية قائمة على مرتكزات معرفية، وتجربة شخصية ممتدة، ومحاورة لما أنتح في هذا المجال، وقناعات عملية.

وقد أجاد الدكتور عدنان الحسن في كتابه (أنت المدرب) وفي هذا العنوان اللافت والمعبر والمختصر والمحفز، تسطير تجربته المعرفية والعملية على حد سواء، بلغة ناصعة وواضحة ورصينة، مستوحياً أفكار كتابه من تجربته المعرفية والعملية، مع الاستعانة بأكثر من ثلاثين مصدراً أجنبياً اطلع عليها واستوعبها، وترجم ما فيها.

كما أبدع الدكتور الحسن في عرض تجربته التي تجاوزت خمس وعشرين عاماً في مجال التدريب، في مختلف الدول العربية، وبمنهجية بحثية رصينة، وبأسلوب ومنهج منطقي جاذب، لم يحد فيه عن فكرته وأهدافه. الكتاب من إصدارات دار الفراشة للنشر والتوزيع، بالكويت، سنة 2022م، في (270) صفحة من القطع الوزيري.

يتكون الكتاب من مقدمة وخمسة فصول. وفي مقدمته أبدى حرصه على تغطية الجانب العملي في العملية التدريبية، وتكييفه بما يتواءم مع بيئتنا العربية؛ لافتقارها للبحث في هذا الجانب العملي إلا لماماً.تعرض في فصل الأول لمفهوم العملية التدريبية وأهميتها، ومراحلها، ومتطلباتها، وتقييمها.

كما عرض في الفصل الثاني ثلاث مقدمات عن المشاركين، وخبراتهم، واختلافهم، ومشاركاتهم، ثم عرض متطلبات البرامج التدريبي ولوازمه.

وفي الفصل الثالث عرض وسائل التدريب، ثم استعرض أربع نظريات للتدريب في الفصل الرابع، ، ويختم كتابه في الفصل الخامس لأهم المهارات التدريبية، في إدارة النقاش، والعرض والتقديم، واستخدام الوسائل التدريبية.

الكتاب وإن غلب عليه الطابع الوظيفي والإداري، الذي التزم فيه المؤلف برؤيته ومنهجه فهو يثري مسارات متعددة، في المجال التربوي التعليمي، والمجال الاجتماعي التطوعي، والمجال الإرشادي الخطابي، وغيرها. نشكر للمؤلف هذا الجهد الاستثنائي المتقن، وندعو الله له لمزيد العطاء.

2 61


اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى