رسالة العطاء الأبدي: إلى معلمي

نحتفي بالحب في كل صوره وتفاصيله الدقيقة غير أن أعظم صوره وأبهاها تتجلى حين يسكن الحب قلب المعلم ذلك القلب الصبور الذي يملأ الأرض عطاءً لا ينضب ويغمر الأرواح محبةً صافية فيوقظ فينا اليقين ويفتح لنا أبواب الحقيقة والمعرفة. حبٌ لا يُشبه أي حب لأنه لا يُترجم بالكلمات وحدها بل بالشرح وبالمعلومة التي تُهدى إلينا، وباليد التي تمسك بنا لتقودنا عبر مسارات المستقبل.
المعلم ليس فقط من يعلّم بل من يزرع فينا الثقة ويترجم نجاحاته إلينا لنصبح نحن الامتداد الحي لإنجازه. هو الذي يرى فينا بذور الإنجاز قبل أن نراها نحن ويؤمن بنا حتى حين نتعثر لأنه يؤمن أن رسالته لا تتوقف عند حدود الدرس فلا يقيّدنا بل يحررنا، ولا يوقفنا عند حدود المعرفة بل يدفعنا لنبلغ آفاقها يسعى بجد الي إشعال شعلة الفكر ونور المعرفة في العقول
المعلم هو ذاك الذي يشيّد بنيانًا شامخًا على كتفيه بصمت حاملاً أجيالًا بأحلامها وأثقالها، يُنهكه التعب في الخفاء، لكنه يُنجحها أيضًا في الخفاء لا تُرى أفراحه إلا في ورقة إنجاز أو في بريق عيون المتفوقين يفرح في الظل بينما يصفق العالم لتلاميذه في الضوء يعيش بطلاً خلف الكواليس، ومع ذلك يبقى هو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها صرح الإنسان والوطن.
فيا معلمي… قد يجهل الكثيرون عظمة ما تفعل، لكننا نعلم أنك أنت من وضعت أول حجر في هذا الكيان الشامخ أنت القاعدة التي عليها بُنيت أرواحنا، وأنت النور الذي أنار لنا الطريق.
فهل يكفي الشكر ليحمل امتناننا؟ هل تكفي المحبة لتفيك حقك؟ أم أن عمق وجودك في أرواحنا هو الرسالة الأبلغ التي لا تُترجم إلا بقلوبنا؟، لك منا اليوم في يومك كل الامتنان كل التقدير، كل الحب والشكر والعرفان. فلولاك، لما قامت أوطان، ولما ارتفعت قاماتنا شامخة في سماء الإنجاز
اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.