سيبقى صوتها خلف الباب

حين وقفت خلف الباب لم تكن لحظة عابرة في بيت صغير بل منعطفا خطيرا في مسار الأمة حيث بدأ الانحراف وتجلى الظلم وظهرت ملامح التغافل عن الوصية – سيبقى صوتها خلف الباب أبلغ من كل الخطب وأشد من كل السيوف لأنه صوت المظلومية المحقة التي نطقت بالحق في وجه الباطل ولم تخف في الله لومة لائم فهي لم تكن امرأة عادية بل كانت الميزان الإلهي للحق .
وحين كسر ذلك الباب لم يكسر خشب فقط بل كسرت الأمة عن مسارها واهتزت أركان العدالة وما زال التاريخ ينحني أمام صبرها العظيم وحجتها البليغة وموقفها الخالد الذي سجلته السماوات قبل الأرض فلم تحتج لسيف ولا جيش طاحن .
كانت كلماتها في خطبتها ودمعتها في ظلمة الليل أقوى من كل حجة وأبلغ من كل بيان فهي الحجة وهي النور وهي الطهر الذي لا يدنس فسلام عليها سلام على من وهبت حياتها لتبقى الحقيقة حية وسلام على من بكت فلم تنكسر بل كسرت جدار الصمت إلى الأبد .
للتواصل / a-attafi@hotmail.com
اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.