الأم ….والواقع

لامتوقع بل واقع في أنها ترمى في المشفى لوحدها وهي كبيرة في السن تتأوه من شدة الآلام تأوه يتفطر منه القلب
وبمجرد أن تُسأل من أتى بك إلى المشفى تسكن تجلدا كي لا تبوح بالحقيقة وعلى الرغم من أنها في أمس الحاجة ولكن كي لاتحرج عيالها تتجرع حدة سكاكين الصمت
يُطلب منها أن تقوم بنفسها على سرير المشفى لكنها لاتستطيع القيام لأنها تحتاج لمن يعينها وتسمع ضحكات ممن يطلبون منها القيام بذلك
ولمدة أربع وعشرين ساعة تبقى على هذا الحال تنادي على أسماء أبنائها الدكتور والمهندس والمعلم هذا غير البنات اللواتي هن بنفس هذه المستويات
وكلما عمدت للإتصال على رقم أحدهم لم ترى من مجيب وتعاود الإتصال عليهم لكنها ترى كل منهم قد أغلق هاتفه عنها بقيت طوال يومها على هذا
وبعد انتظار طويل تسمع صوت هاتفها وإذ به اتصال من أحد أبنائها والفرحة قد ملئت قلبها ظنا منها أنه أتى لأخذها وصوته كان على مسمع الجميع مناد عليها بقسوة ماذا فعلت لزوجتي وهي بكل حنية تقول له وتقسم بالله : ولدي حبيبي أقسم لك بالله إنني لم أفعل شي لها وكل وأن كل ماحصل هو أنني كنت جالسه وما أحسست إلا بجزمة رميت على كتفي وسألت من الذي قام بذلك لكن لم يجبني أحد هذا كل شيء ياحبيبي ولكن ردة فعله هو أنه بدلا من أن يعتذر منها أغلق الهاتف في وجهها
أهكذا يفعل بالأم ؟!! وللأسف كل هذا واقع إذا فالتستعد كل إمرأة لنفس اللقمة ونفس الطبق الذي أطعمت منه أم زوجها لأن ملف الحياة كله لكل صغيرة وكبيرة ولكل ماهو أصغر من الذرة في نظهرها هو عند عليم مقتدر سبحانه جلت قدرته
و أقول أن أناس يبحثون عن نَفَسِهَا الذي يحيط الوجود ببركاته حتى وإن كانت كبيرة في السن لاتقدر على القيام والقعود ويتحسرون على فقدها ألما والبعض يتأذى من وجودها ولايطيقه والباقي أتركه على القارئ الواعي لأمر الله .
كاتبة وأديبة
اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




