حين نغلق أبوابنا بأيدينا

هناء الخويلدي -

ثمة لحظات في الحياة لا يُغلِق فيها العالم أبوابه أمامنا بل نحن من نفعل ذلك بأيدينا المرتجفة نغلقها خوفًا من تكرار الوجع من خيبةٍ عشناها أو من فكرةٍ أننا لم نعد نحتمل خسارةً جديدة لكننا لا ننتبه أن الخوف في جوهره ليس إلا جدارًا شفافًا نراه سميكًا لأننا ننظر إليه من داخل أنفسنا لا من خارجه

اسمح لنفسك أن تخوض التجارب دون أن تَزِن خطواتك بمعايير النجاح أو الفشل فالحياة لا تقيسك بما بلغت بل بما تعلّمت
كل تجربة هي مختبرٌ صغير للروح تُجرى فيه تجارب الكون على وعينا فإما أن نخرج منها بنورٍ جديد أو نظل ندور في الظلّ ذاته حتى نتعلم الدرس كما ينبغي

النجاح ليس نصرًا خارجيًا بل انسجامٌ داخلي مع فكرة أنك فهمت نفسك أكثر والفشل ليس سقوطًا بل انحناءة أمام حكمةٍ لم تكن تراها في كليهما أنت تمشي نحو ذاتك الحقيقية ولو بدروبٍ ملتوية

لكن ما الذي يجعل الإنسان يغلق قلبه عن التجربة؟ أهي الذاكرة التي تزرع فينا الخوف؟ أم هو الوهم بأن ما حدث سيحدث مجددًا؟ كم من بابٍ أغلقناه بيدنا ثم وقفنا خلفه ننتظر الحياة أن تطرق كم من فرصةٍ مرّت ونحن نحرس الخوف كأنه أمان

ثمة أبواب لا تُغلق بالمفاتيح بل بالخوف نُواري خلفها قلوبنا المرهقة ونظن أننا نحميها لكننا في الحقيقة نحجب عنها الضوء نخاف العبور فننسى أن الحياة لا تمنحنا المعنى ونحن خلف الأبواب بل حين نجرؤ على فتحها

الحياة لا تكرر المشهد بل تُعيد الدرس في شكلٍ آخر وما ظننته نهاية قد يكون بدايةً أعمق لو لم تغلق عليها الباب افتح روحك على احتمالات النور دع الهواء يمرّ في الممرات التي أغلقها الخوف دع القدر يُكمل رسمه فيك كما يشاء لا كما تخطط أنت

إن الأبواب التي نغلقها بأيديناهي ذاتها التي سنعود يومًا لفتحها بندمٍ لطيف حين ندرك أن الحياة كانت تنتظرنا خلفهافلا تُؤجل دهشتك ولا تحرم قلبك من المغامرة فما يُخفيه الله عنك اليوم قد يكون أجمل مما حلمت به بالأمس


اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى