الزوجة الحمقاء

ليست الحمقوة في قلة الذكاء إنما في سوء التقدير ورداءة التصرف وقصر النظر في العواقب فالزوجة الحمقاء قد تكون جميلة لبقة وربما محبوبة في محيطها لكنها تفتقد الحكمة وهي أعمق ما يُبقي البيت مستقراً . فالحمقاء من تهدم بيتها بيدها تعاند من يحبها وتكابر على أبسط الأمور وتغار بلا وعي وتشتكي بلا سبب وتحاسب بلا منطق وتشعل النار في قلب رجل صبر كثيراً حتى نطق بـ”كفى”.
الزوجة الحمقاء : لا تتحمل ضعف زوجها ولا تعذره في ضيق حاله ولا تقدّر سعيه بل تراه دائماً مقصراً مهما فعل وهي من تستصغر عطاءه وتضخم زلاته وتبني من الوهم خصوماً لا وجود لهم إلا في ظنونها .
الزوجة الحمقاء : لا تدرك أن البيت مملكة المرأة وأن سلوكها ميزان الأمان فيه فهي إن كانت عاقلة أهدأت العاصفة وإن كانت طائشة فجّرت البركان بينما الزوجة الحكيمة فهي التي تدير الحب بعقل وتحتوي الزلات بصبر وتعلم أن بناء العائلة لا يتم بالعناد بل بالاحتواء .
الزوجة الحمقاء : قد تمتلك قلبا طيبا لكنها تُسيء استخدامه فتمن بالعطاء وتعاتب على الإحسان وتنتظر من زوجها أن يقرأ أفكارها دون أن تنطق فإذا لم يفعل اتهمته بالإهمال والجفاء وهي من تُكبر الأمور الصغيرة وتهمل العظائم وتضيع في التفاصيل التافهة حتى تنسى المعنى الأسمى للعشرة والاستقرار وتستهين بالكلمات ولا تدري أن كلمة واحدة قد تزرع الأمن أو تهدم الكيان وإذا جاءت المصائب فهي أول من يلقي اللوم ولا تبحث عن حل بل عن متهم ولا تعرف التحمل في الشدة ولا الشكر في الرخاء فتصبح الحياة معها سلسلة من الشكاوى والاتهامات وكأنها تقنع نفسها دائما أنها مظلومة .
الزوجة الحمقاء .. لا تفرق بين أنوثتها وسلطتها تخلط بين الكرامة والتسلط وتفسد بكلمة غضب كل سنوات المودة وتنسى أن العلاقة الزوجية لا تقاس بلحظة خصام بل بما يُبنى من حب وصبر في أوقات الشدة وهي من تفتح أبواب بيتها للألسنة وتنقل ما يجب أن يستر وتستشير من لا يحسن النصح وتظن أن كثرة الشكوى انتصار بينما هي في الحقيقة تهزم نفسها وزوجها وبيتها.
الزوجة الحمقاء : قد لا تفتعل المشاكل لكنها لا تحسن إطفاءها وتضرب على الوتر الخطأ وتظن أن الحب وحده كافٍ بينما العلاقة تحتاج عقلا يوازن وصدرا يتسع ولسانا يطيب أما الأدهى فهي التي لا ترى نفسها مخطئة أبدا وتبرر كل فعل وتنكر كل خطأ وتعيش في وهم أنها على صواب دائم فترهق من معها وتتعب نفسها .
ليس عيبا أن تخطئ الزوجة بينما العيب أن تصر على الخطأ وتتمادى في العناد وتدير البيت كما لو كان ساحة معركة لا شراكة وتهدم بجملة ما لا يُبنى في عمرٍ طويل فالزوجة العاقلة تصلح ما يكسر دون ضجيج وتبني في كل يوم زاوية أمان .
للتواصل/a-attafi@hotmail.com
اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




