يعتبر التعليم عن بُعد وسيلة تعليمية حديثة النشأة، تعتمد في مضمونها على اختلاف المكان وبُعد المسافة بين المُتعلم والكتاب أو المعلم أو المجموعة الدراسية؛ وتكمن أهميتها في تقديم برنامج تعليمي من قلب الحرم التعليمي ووضعه بين يدي المتعلم بالرغم من اختلاف المساحة الجغرافية وذلك سعياً، لمواجهة الظروف الصعبة التي تواجههم للانضمام إلى برنامج التعليم التقليدي بسبب ظروف الجائحة.. ومع انعدام وجود البيئة الدراسية التفاعلية واقتصار المادة التعليمية على الجزء النظري من المنهاج واقتصار دور المعلّم على الجانب التعليمي في أغلب الأحيان، فان التعليم عن بعد له الدور الأكبر في تغيير نمط الحياة الأسرية للأفضل ،، بعد ماكانت الأم أو الأب دورهم مقتصر على توفير المتطلبات المادية فقط للطالب أصبح الأن دورهم تربوي من خلال متابعتهم لإبنائهم عبر المنصة والتعرف عليهم أكثر والتفاعل معهم ومعرفة ميولهم وأتجاهاتهم من خلال مناقشتهم وهذا أدى الى تلاشي الفجوة فأصبحوا أقرب لإبنائهم وبالتالي فقد أصبحت الأسرة تقوم بدورين من خلال عملية التعليم عن بُعد، الأول هو دور تربوي، والثاني دور تعليمي حيث تقوم بتهيئة المناخ الأسري المناسب للطالب ،بعيدا عن التوتر والضغط والقلق، فالمعتاد أن تقوم الأسرة سابقا بإشعار الطالب خلال الأوقات الدراسية المعتادة بالضغط العصبي والقلق، رغبة منهم في أن يقوم الطالب بإنجاز المهام المطلوبة منه على أتم وجه ولكن في التعليم عن بعد هم مشاركون فيه وبالتالي ذلك ينعكس على نفسية الطالب عندما تجلس والدته أو والده بجانبة أثناء عرض الدرس مما جعلهم منتظمين، في الأوقات المخصصة للدراسة،،كما أن التعليم عن بعد له الدور الأكبر في تدريب الطلاب على التعلم الذاتي، من خلال البحث عن المعلومة من المصادر العلمية المختلفة، كما أنه . يحفز المتعلم على اكتساب أكبر قدر من المهارات والتحصيل العلمي، نظراً لتركيز العملية التعليمية فقط على الفحوى الدراسي دون التطلع إلى أي جوانب أخرى. يساعد الفرد على الاعتماد على نفسه كلياً.
استاذ مساعد جامعة الإمام بالرياض