ما أن رأته داخلا عليها، وكانت في زينتها، حتى أسرعت إليه وألقت بنفسها بين ذراعيه بكل ما أوتيت من حرارة الحب ولوعة الاشتياق، وحتى لا تتهميني أنني قد أسأت التقدير وتعديت على حياء الزوجة المؤمنة فإنني أسوق لك بداية مثالا من حياة إحدى نساء السلف لكي يطمئن قلبك، فقد روي أن امرأة كانت عند عائشة بنت طلحة، المعروفة بكرمها ورجاحة عقلها، وقد جاء زوجها فتنحيت فدخل وهي تسمع كلامهما بما فيه من لطيف العبارات وجميل الكلمات مما ينضح به قلبيهما من حب ومودة، ومداعبات تليق بزوجين متحابين طاهرين، وجرى منهما أمورا ذكرته كتب السير،
وما أن خرج الزوج حتى قالت المرأة: أنت في نفسك وشرفك وموضعك تفعلين هذا…؟ قالت : وما الذي أنكرتيه من ذلك…؟ قالت: أحب أن يكون ذلك ليلا, قالت : إنه يكون ذلك ليلا، وأعظم منه اذا طلب ألبي. أنتِ رمز العطاء، وعطر الجمال، ومنبع المحبة أختي الفاضلة وأيتها الزوجة الناضجة بما حباك الله من مودة ورحمة لزوجك ولأسرتك، وأن الله لما حرم على الرجل أن ينظر أو يستمتع بأي امرأة في العالم غير ما أحل الله له من زوجة أو أمة كان لزاما على الزوجة أن تكون عونا لزوجها على ذلك،
وتهيئ له كل الأسباب التي تعينه على ألا تراوده نفسه على معصية الله، ولذلك فقد ورد الوعيد الشديد لمن باتت هاجرة فراش زوجها باللعن، وورد الأمر اللازم من النبي، صلى الله عليه وسلم، للزوجة إذا دعاها زوجها إلى الفراش بأن تجيبه ولو كانت على التنور. ومن أكثر الأشياء التي يحبها الزوج في زوجته وذكرها الله في صفات الحور العين، ومن أجلها كتبت هذا المقال، هو أن تكون الزوجة عروبا، كما أن الحور العين عربا أترابا، والمرأة العروب، هي العاشقة لزوجها، والغنجة، والمتحببة لزوجها، والآن أيتها الزوجة ،التي حباك الله باللسان العذب والوجه الحسن، اسألي نفسك لماذا جعل الله هذه الصفة من صفات الحور العين إذا لم يكن يحبها الرجال…؟
الحقيقة أن الرجل يحب أن تُشعره زوجته أنه قد شغفها حبا، وهذا مما يعينه على غض بصره، وعدم التفكير في غيرها، ولعل كثيرا من النساء تنسى أن بعض الأزواج قد شاهد في فترة من حياته، وقبل التزامه، بعض المشاهد في الإعلام الفاسد، فهل تعجز نساؤنا أن يكُنّ عواشق لأزواجهن بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ودلالات، وأن يظهرن المحبة والمودة لأزواجهن بشتى الوسائل اللفظية والجسدية، ولماذا لا تتدلل المرأة على زوجها وتلاطفه وتلاعبه حتى وإن مضى على زواجهما أمد بعيد،
وما الذي يمنع الزوجة المؤمنة أن تستقبل زوجها حين يأتي من عمله في أبهى زينتها وتجري إليه لتحضنه بحرارة…؟ وما الذي يمنعها أن تجعل زوجها يستيقظ يوما ليجدها فوق رأسه تردد أجمل الكلمات، أو تجلس أمامه تطيل النظر في عينيه وتدع لغة العيون تعبر له عما بداخلها…؟ وماذا يمنعها أن تصارح زوجها بحبها له وتتغزل بجماله، أو بصفاته الحسنة، كي لا ينصرف في مزالق لا ترتضينها، وإلا فلا تلوميه اذا هام عاشقاً بأخرى وجد فيها ما لم يجده لديك. الى كل زوجة أُحب لها وبصدق حياة أسرية هانئة أوصيك بزوجك خيراً..
* مستشارة أسرية