
المملكة العربية السعودية مهوى أفئدة العالم دينيا، ومن الناحية الاقتصادية فالعالم كله على مستوى دول وشركات وأفراد يتطلع الى عقد صفقات مع المملكة في شتى المجالات، وهذا يعطي المملكة فرصا كبيرة لإقامة علاقات قوية مع الدول والشعوب، وكلما قويت هذه العلاقات واستغلت لصالح المملكة انعكس ذلك على تقوية وادراك الروابط والمصالح المشتركة، وليس هناك رابطة محبة وولاء أقوى من رابطة العقيدة، والجانب الاقتصادي يجذب لنا ما يزيد عن عشرة ملايين وافد منهم المسلمون ومنهم غير المسلمين،
وهؤلاء لاشك أن لهم امتدادا أسريا وعلاقات اجتماعية في بلدانهم تمتد إلى أضعاف كثيرة تزيد عن أعداد الوافدين مما يعطينا فرصة التأثير على هؤلاء بصورة إيجابية من خلال التفاعل مع مجتمعنا والتأثر بالأخلاق الحميدة من حسن الضيافة وطيب المعاملة وأداء الحقوق والتحلي بآداب الإسلام، وذلك يتطلب منا تكثيف الجهود لتوعية المسلمين منهم بتعاليم الإسلام وكذلك تعريف غير المسلمين منهم بالإسلام.
ومن الأمور المهمة لتقوية الترابط هو توحيد اللغة المنطوقة والمكتوبة للمقيمين بحيث تكون اللغة العربية الفصحى هي لغة التواصل مما يحتم على جميع الوافدين مسلمين وغير مسلمين تعلم اللغة العربية الفصحى والتحدث بها لما لذلك من أثر إيجابي كبير على مستوى التواصل الاجتماعي وتحسين الانتاج كما وكيفا، وهذا لاشك سينعكس على ارتباط هؤلاء الوافدين ومحبتهم وولائهم لهذا البلد من خلال تمكن رابطة الدين والعقيدة في قلوبهم والتي هي أقوى رابطة.
والجاذب الاخر للمملكة والذي تتميز فيه عن باقي دول العالم هو وجود المقدسات وفريضة الحج والعمرة والتي تربط الملايين من شعوب العالم وتجذبهم لهذا البلد بكل شوق ومحبة، وهذا الجانب أيضا يجب أن يستغل لصالح المملكة الحاضنة والراعية لهذه المقدسات وذلك باستغلال هذه المواسم بصورة أكبر لتقوية الرابط العقدي والروحي بين أبناء هذه العقيدة من جميع شعوب العالم وربطهم ببلد الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الإسلام، وربطهم بإخوانهم في المملكة برابط الاخوة الدينية والتي هي أقوى رابطة لزرع المحبة والولاء لهذه البلد الغالي.
ولتحقيق محبة وولاء ودفاع شعوب العالم عن هذه البلاد وأهلها لابد من وضع جهاز أو تخصيص إدارة متخصصة تواكب التقدم الثقافي والعلمي للتعريف بالإسلام وجمال هذا الدين وما يدعوا اليه من معاني وقيم انسانية راقية، ويكون من مهمتها بذل الجهد والبحث والتطوير وإنشاء المشاريع والبرامج والتغطية الإعلامية الواعية لتقوية العلاقة بين دول العالم الاسلامي وشعوبه وتعميق الرابطة الأخوية بين المسلمين وإقامة علاقات تعاون في جميع المجالات من حسن جوار وبناء الثقة بين الدول الاسلامية وغير الاسلامية.
ومن الأهمية بمكان أن يكون للمملكة دور رائد في اجتذاب طلاب العلم في شتى المجالات وخاصة الشرعية منها، وذلك بإعطاء منح دراسية للطلاب من جميع أنحاء العالم بأعداد كبيرة وبخطة مدروسة ومستمرة حتى يرجع هؤلاء الطلاب وهم على مستوى عال علميا ليساهموا في رفع مستوى بلدانهم الاقتصادي ويكونوا سفراء محبة واعتزاز للمملكة، وبذلك نكون قد حققنا تميزا وتفوقا في القوة البشرية والتأييد من قبل إخواننا المسلمين ونكون قد زرعنا مؤيدين وداعمين للمملكة حتى من قبل الذين لم تتح لهم الفرصة للعمل أو التعامل معها ولكن من خلال من اختلط بهم من أقارب وأصدقاء سبق لهم الإقامة في المملكة والتعايش مع أهلها.
*كاتب سعودي