خلك معي ..
إنَّ وسائل الإعلام كالمَجَلّات والتلفزيون والسينما وكذلك وسائط التواصل الاجتماعي تُقدِّم – في كثير من الأحيان- صورة مِثاليّة للرجل الأجنبي ذلك الشاب مفتول العضلات – أنيق الملابس ذا المظهر الجذّاب المغرم بزوجته الوفي لها والذي يُعينها في مهام المنزل ويتحمَّل معها الكثير من أدوار تربية الأبناء والذي همُّه الأول والأخير عائلتُه. باختصار هو [البطل الخارق وفارس الأحلام] .
نعم هي صورة مِثاليَّة، ومُضخَّمة ومبالغ فيها لكن تلك الصورة لاشك أنها تُدغدغ آمالَ وتطلُّعات وأحلام النساء، وبالأخص الفتيات منهن ،لذا يلزم الحذر وإشباع (الفراغ العاطفي للمرأة) الذي تشغل حيَّزه تلك الصورة المُنَمَّطة فالمرأة لا محالة ستبدأ بالمقارنة اللاإرادية بين الرجل العربي من جهة، والآخر الأجنبي من جهة أخرى. وهذا يُنذر باجتياح زلزال الخلافات للحياة الزوجيِّة.
نحن معاشر الرجال – غالباً ما – نلهث في سباق حثيث وراء الاستراحات الشبابيّة ، والمجالس ، والديوانيّات ، والمقاهي ، وهذا لابأس به إن كان – في حدود المعقول – يُبهجنا ويُخفِّف عن كواهلنا أعباء الحياة، وضغوطاتها، وينمِّي أواصر الترابط مع أصدقائنا وأهلنا.
لكن الأمر يتعدى حدود المعقول لدى البعض الذين يصرفون كل يوم ساعات طويلة من أوقاتهم في أداء تلك الطقوس من مجلس إلى آخر ،ومن ديوانيّة إلى أخرى ،فإن طرأت حاجة مُلِحَّة تخص المنزل أو الأبناء اعتذروا بضيق الوقت ، وقلَّة الحيلة !! بل وقد يلجأ أحدهم- وفي غير ضرورة – لاستقدام (السائقين الأجانب) ليقوموا بمهامه ،حتى أصبح ذلك ( برستيجًا شائعًا ) مع ما لذلك من أعباء اقتصادية وسلبيَّات اجتماعية لسنا في وارد مناقشتها هنا.
هذا وقد يسهر البعض مِنَٕا خارج منزله إلى ساعات الفجر الأولى ، وإن اضطر للعودة فسيعود مُتعباً ، وبمزاج أكثر سوءاً وبالتالي سيشعر بالثقل والتكاسُل عن المساهمة في أبسط مهامه وواجباته المنزليَّة بل وقد يهمِل مظهره وملبس وعادةً سيكون عذره ( أنه رجل وليس امرأة ليقوم بمهامها ! ) وينسى المسكين أن ذلك من أوضح تعاليم الشريعة !!
وقد يضطر – وفي غير حاجة مُلِحَّة – لاستقدام (خادمة منزلية) وهكذا تتفاقم المشاكل وتزداد الشروخ العائلية لاسمح الله. وبالأخص في الظروف الاقتصادية الصعبة.
لذا فإنِّي [ أهمس] في أذن كل شاب ورجل ، وبالأخص المتزوج منهم.. أقول له عزيزي :
📌 عوِّد نفسك على الانتظام في أداء بعض المهمات في المنزل حتى وإن كانت بسيطة كغسيل الحوش الخارجي أو كنس المنزل.
📌 بادر من ذاتك بتقديم المساعدة لوالدتك أو أختك أو زوجتك.
📌 اقضِ أوقاتاً أطول مع أسرتك وأبنائك للحوار معهم ، ومناقشتهم في همومهم ومشاكلهم وقضاياهم.
📌 عبِّر لهم عن حبك لهم وأظهر حنانك وعطفك وفخرك بهم، حتى لايلجؤون لغيرك في غفلة منك.
📌 تَزيَّن وتعطَّر والبس الزي الأجمل كما تحب من زوجتك أن تفعله لك.
📌 إن اعْتراكَ الشيب فاصبغ شعرك حالَ رغِبَتْ زوجتك في ذلك.
📌 ساعد زوجتَك في مهام المذاكرة والرعاية التربوية للأبناء ، وتابعهم في مدارسهم بنفسك بدلاً من الاعتماد على تواصل الأم مع المدرسة بالهاتف فقط.
📌 خَصِّص أوقاتًا متوازنة لزيارة أهلك بصحبة عائلتك ، ولزيارة أهل زوجتك كذلك.
📌 خصِّص نزهة أسبوعية تجمعك مع أفراد عائلتك، ويُفضَّل أن تكون مُرتبة ،ومُخططة، وهادفة .
📌 امتدح أي إيجابية وأي تطور من زوجتك في في علاقتها بك.
📌 تذكَّر المناسبات الخاصة بينك وبين زوجتك، كعيد الزواج ويوم مولدها ،وفاجئها -خلالها – بهدية ،أو دعوة عشاء في مطعم ،أو كتابة تهنئة.
📌مع الإصغاء اسأل زوجتك عن مايعجبها فيك وما لايعجبها وذلك لزيادة مستوى التوافق الزواجي وتحجيم المشكلات.