إليكِ يا من بذلتي وأعطيتي وساهمتي في وضع لبنة على تراب وطني الشامخ إلى تلك المعلمه التي زرعت في قلبي معنى التطوع وحببتني به إلى من علمتني بأن العمل الخالص الذي لا يشوبه ذره من الرياء هو سر كشف الكروب وزوال الهموم والقرب من الله اكثر وأكثر..
إلى من علمتني أن أزرع في قلوب الكثير من المحتاجين الأمل والسعاده في قلوبهم وأثبت لهم بأن الدنيا مازالت بخير ونحن معهم لمساعدتهم إلى من علمتني بأن أعطي واساعد الجميع ثم ارحل فلا انتظر مديح ولا انتظر حتى كلمة شكر.. عرف عنكِ نقاء السيرة وطهارة السريرة فقد حفظتي للمهنة شرفها وكنتي خير مثال للخدمة الأجتماعية
لقد كنتي رمزاً لكل فضيلة ويداً معطائه لكل خير ونبراساً لكل مقتدي فكم مره أخطأت فقومتني بحسن أسلوبك وزللت فأنتشلتني بلباقة تعاملك وكم أحسنت فكنتي لي مشجعاً وأتقنت فكنتي لي محفزاً.. فلقد خلفتي ورائك الكثير من الذكريات الجميله في حياة جميع طالباتك وكانت تلك الذكريات هي مصدر سعادتي والطريق المؤدي لأبتسامتي و أنا ممتنه لكِ يا معلمتي لصبرك على ثرثرتي
ولكن أقسم لكِ أنتي سبب من أسباب سعادتي وتعلقي بالحياه.. تقف الأقلام عاجزه لوصفك فأنتي والله وبتأكيد قدوتي وقدوة الكثير من طالباتك فأدام الله ضيائك ونورك ونفع بك مدى الدهر وجعل النور في بصرك والأنشراح في صدرك فأنتي نعمه أعيذها دائماً من شر حاسداً إذا حسد..
ومن كل قلبي أقول لكِ قري عيناً وليطمئن قلبك فقد بدأ غرسك ينضج فأنا زهرة سقتها يدك الحانية.. وأسأل الله أن تبقى ذكرانا في صدرك عبقاً رائعاً قد نهلت من روض عطائك كل مفيد فقد قمتي بأداء رسالتك على أكمل وجه فلم تبخلي يوماً بعلم وكنتي خير عوناً لي .
وها هي يد الوداع يوماً بعد يوم تكن أكثر وضوحاً ولكن وان تباعدت الأجساد وفرقتنا الأيام فإنكِ ستبقين في القلب نابضه وسيحيى القلب بذكرك دائماً وسيبقى علمك الذي نقش في قلبي قبل عقلي شمعة تنير دربي مدى الحياة.
وهذا كل ما استطيع ان اقدمه لكِ وانا اعلم والله بأنه قليلاً في حقك .
الصورة : بئر ماء على نفقة الدكتورة / داليا عزت
في إحدى الدول الفقيرة