لقاء يعكس رؤية مستقبلية واعدة .. تقيمه جمعية التراث غير المادي

أحمد العطافي -

في مساء ثراثي ثقافي ثري شهد فندق الإنتركونتيننتال بالأحساء اليوم السبت 6 ديسمبر 2025م ورشة عمل نحن تراث الحي بعنوان” التراث غير المادي تطلعات وتحديات” نظمتها جمعية التراث غير المادي بحضور نخبة من الباحثين والمهتمين والمختصين في مجالات التراث والثقافة والسياحة والزملاء الصحفيين ضمن جهود الجمعية لتعزيز الوعي بأهمية حفظ الموروث الوطني خاصة الأحسائي وترجمته إلى مشاريع واقعية تسهم في التنمية الثقافية والسياحية .

حيث قدّمت الأستاذة سارة الجهني المدير التنفيذي للجمعية في مستهل اللقاء كلمة أكدت فيها على أهمية الحفاظ على التراث غير المادي وضرورة توثيقه ونقله للأجيال القادمة، مشيرة إلى أن الجمعية تعمل على بناء قاعدة بيانات شاملة للتراث المحلي وتسعى لتفعيل برامج نوعية تعزز من حضوره في المشهد الثقافي والسياحي مع التأكيد على أهمية الانضمام لعضوية الجمعية للمساهمة في دعم هذه الجهود .

بينما طرح عريف اللقاء والعضو المؤسس الأستاذ راشد القناص رؤية متكاملة حول دور المجتمع المحلي في صون التراث مشددا على أهمية إشراك الشباب والمهتمين في عمليات التوثيق والحفاظ والمشاركة الفاعلة، منوهًا بضرورة تعزيز التعاون بين الجهات الثقافية والمجتمعية لخدمة الموروث الوطني .

وقد دار اللقاء حول محاور متعددة كتوثيق التراث المحلي وحمايته من الاندثار ونقل المعرفة للأجيال القادمة وأهمية العمل التكاملي بين الجهات المعنية وإبراز الهوية الأحسائية في المحافل المحلية والدولية .

واتفق المتحدثون خلال اللقاء على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي غير المادي وضرورة الإسراع في توثيق وتسجيل ما يمكن تسجيله من عناصر التراث قبل اندثارها مؤكدين أن هذه المهمة مسؤولية مشتركة بين الأفراد والمؤسسات.

وشهد اللقاء نقاشات موسّعة حول دعم الحرفيين والفنانين الشعبيين والتشجيع على إقامة فعاليات ومهرجانات تسلط الضوء على عناصر التراث المحلي كالقصص الشفوية والفنون الأدائية والعادات والتقاليد التي تعبر عن هوية الأحساء الفريدة .

وأكد عدد من الحضور على أهمية التعاون مع الجمعية في تنفيذ برامج توعوية وبحثية تسهم في تعزيز التراث غير المادي ليكون حاضرا في وجدان افراد المجتمع .

كما أثنوا على جهود جمعية التراث غير المادي في تعزيز هذا الجانب مشيرين إلى المبادرات النوعية التي أطلقتها وبرامجها الهادفة إلى توعية المجتمع وتحفيز الباحثين والممارسين على المشاركة في حفظ التراث ونقله للأجيال القادمة بأساليب مبتكرة تحفظ أصالته وتبرز قيمته في الحاضر والمستقبل.

أعضاء الجمعية والحضور شددوا على أهمية إيجاد شراكات مع الجهات الحكومية والخاصة لإطلاق مشاريع توثيق رقمية وتأسيس أرشيفات تفاعلية تسجل وتوثق التراث الشفهي والفني والحرفي .

وأبدى عدد من المشاركين في الورشة استعدادهم للمساهمة في مبادرات الجمعية من خلال تقديم الخبرات والبرامج التدريبية في مجالات التوثيق والبحث والموروث الشعبي مؤكدين أن الأحساء تزخر بعناصر تراثية تستحق التوثيق والاحتفاء .

وتحدثت مسؤلة العضويات الاستاذة أمجاد الشافي عن آلية الانضمام لجمعية التراث غير المادي موضحة أن الباب مفتوح للجميع من المهتمين والممارسين والباحثين في مجال التراث سواء من الأفراد أو الجهات ذات العلاقة.

وأكدت الشافي أن الجمعية تسعى إلى استقطاب الكفاءات والطاقات الشبابية وتوفير بيئة محفزة تتيح لهم المساهمة الفاعلة في حفظ التراث وتوثيقه مشيرة إلى أن العضوية تمنح فرصا للتدريب والمشاركة في الفعاليات والمشاريع الميدانية مما يعزز من الوعي المجتمعي ويخلق شبكة من الداعمين للتراث الوطني.

وفي ختام اللقاء عبر الحضور عن امتنانهم للجمعية على هذه المبادرة النوعية والتي تعكس وعي متقدما بأهمية حماية التراث غير المادي من الاندثار وجعله رافداً حقيقياً للتنمية الثقافية .

واجمعوا على أن اللقاء لم يكن مجرد ورشة إنما خطوة فعلية نحو بناء ذاكرة ثقافية مستدامة للأحساء تحفظ فيها القيم والتقاليد وتصاغ بها هوية المستقبل ولقاء يعكس رؤية مستقبلية واعدة قوامها الشراكة المجتمعية والاعتزاز بالهوية الوطنية .

1 13


اكتشاف المزيد من صحيفة جواثا الإلكترونية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى