تتلهف الأرواح لقدوم شهر رمضان المبارك لننغمس في روحانياته وطقوسه المميزة التي تتكرر شهر في السنة ومع عجلة الحياة ومتغيراتها اختفت بعض الطقوس وحل مكانها قشور لا علاقة لها بالشهر الكريم – صحيفة “جواثا الإلكترونية” إلتقت بعدد من المواطنين ليدلي كل واحد منهم بدلوه لنسلط الضوء حول عدد من الجوانب الهامة .
بداية مع المربية والروائية وفاء بو خمسين حيث قالت: القلب يرف لنسائم رمضان والشوق يتكرر كل سنة، اللهم بلغنا رمضان وأنت عنا راض وبارك لنا فيه وتسلمه منا بالقبول وأعنا فيه على ذكرك وشكرك.
وتابعت بوخمسين : بقولها لابد أن أذكر نفسي والجميع بأهمية مجاهدة النفس في هذا الشهر الفضيل من تصفية النيات وغسل القلب من كل عداوة وحقد ورد الأمانات لأهلها فحذار أن تفسد صومك وأن تكون من أولئك الذين لا ينالهم من صيامهم سوى الجوع والعطش.
وأكدت بوخمسين أن البيوت في رمضان تتحول إلى جنان حيث تفوح منها طبائع جديدة تختلف عن بقية الأيام حيث تتآلف فيها القلوب وترق المشاعر وتسود المودة والرحمة وحسن المعاملة ويكثر الخير والذكر وتتحول المنازل إلى أماكن تشع منها السكينة والرحمة وتسعد فيها النفوس.
وأستطرت بقولها : أنه من الأشياء الجديدة التي دخلت على الطقوس الرمضانية والتي كان للإعلانات ولوسائل التواصل الدور الكبير في انتشارها هي أواني الطعام المزخرفة والتي صنعت خصيصاً لهذا الموسم فلقد امتلأت الأسواق بمختلف أطقم السفرة وكذلك التعليقات والزينة والسفر والمفارش المنقوشة الزاهية وهو مظهر جميل يعطي أجواء خاصة وسعادة في النفس ولكن مع الحرص على عدم المبالغة والتكلف فالاعتدال والوسطية والبساطة مطلب مهم في هذه الأيام المباركة يريح النفس ولا يرهق الميزانية وحتى لا يتحول رمضان إلى مهرجان للأكل والصرف والبذخ هذه رحلة عبادية من بها الباري علينا فيها من الأسرار والنفحات الإلهية مالا نحيط به فأيامه خير الأيام وساعاته خير الساعات ولياليه خير الليالي فيجب ألا تطغى عليها الماديات.
ونوهت بوخمسين إلى أن الوصول إلى نهاية الرحلة المنشودة من هذه الشعيرة العبادية ونول رضا الرحمن وسعادة الدارين يكون من خلال العمل الصالح في رمضان لذلك سيبقى لرمضان بهجة وفرحة غامرة ينتظرها الجميع كل عام .
وحول المبالغة في الصرف والمصروفات قالت : للأسف الغالبية العظمى من الناس في نظري قد أضاعوا البوصلة في جوانب عدة بما فيها جانب شهر رمضان بات شهر الاستعراض من ملابس جديدة أوانٍ جديدة في كل مرة رغم عدم الحاجة لها !! الخ بتنا نعيش ضغوط لا نهائية فرضتها علينا وسائل التواصل الاجتماعي لمواكبة “موجة الاستعراض الأعمى” كما أُسميها من تحديد جنس المولود الاحتفال بقدوم المواليد و إلى ما لانهاية من الأمور الأخرى”.
وأكدت : أنا لست ضد وسائل التواصل وأنا أؤمن انّ كل شيء في هذه الحياة يمكن استخدامه بالإيجابي والسلبي، وهذا يعود لأساس و نشأة وتربية وسلوك كل شخص، أدام الله الخير والوفرة على أهالي المملكة وباقي البلاد، لكن علينا أن نتعلم من تجارب البلاد الأخرى، لا ننتظر البلاء والضيقة حتى نُقدّر النعم ؟ الاتزان والاعتدال في تدبير أمور الحياة هو الأساس للاستمرارية الصحيحة الهدر والاستهتار يجلب المهانة والضيق لأصحابه، “فلا حال يدوم”.
وأشارت إلى فكرة تبادرت لذهنها مؤكدة أنه ماذا لو أنَ كل عائلة مقتدرة تمتلك الكثير من التجهيزات تبرعت بشيء على الأقل للأشخاص المحتاجين أو للشباب المشرفين على الزواج وليس بمقدورهم تحمل تكاليف وأعباء تجهيزات الزواج ! أليس هذا شهر الخير والرحمة ؟لتكن أشهر السنة كلّها رحمة وليَعُمّ الخير على الجميع…
وقالت الفنانة التشكيلة لينا الهاشم : المبالغة في كل شيء عكس المنطق وبيوتنا ممتلئة بالخير وبعض المأكولات والمشروبات الرمضانية لها طعم مميز فقط والموضوع الرمضاني أكبر وأعمق بكثير من مجرّد تكديس فالله سبحانه خلق رمضان لتصفية العقل والقلب عن كل ما يضره قال:ﷺ (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تقدَّمَ مِن ذَنبِه)والهدف الرئيسي من رمضان تنقيتنا من الذنوب و٩٠٪تقريبا يصرفون الزكاة بالشهر الفضيل ويعود على المحتاجين بالفرح والسعادة و عدم الدونيّة إن صح التعبير الهدف من رمضان ن تكون البيوت بيت واحد.
وعبرت الهاشم عن حزنها من المتغيرات المحزنة التي حلت برمضان مبينة أنه برغم وجود الجيل السابق في معظم البيوت إلا أنهم تبرمجوا على يد الجيل الجديد على القطيعة الواضحة في المجتمع وعدم التبادل في الأطعمة وقت المغرب.
من جانبه الناشط الاجتماعي قال عباس المعيوف : لقد تغير الوضع عن السابق فالناس الآن أكثر عقلانية في اختيار المؤن والحاجات والسبب يعود للظروف الاقتصادية والتي تحتم على المرء التركيز على الأهم لذا من المهم مراعاة الوضع بما تقتديه الحاجة تلك الظروف عالمية ونحن لسنا بمنأى عنها وأضاف:” للأسف الكثير من المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي ينعمون بالعيش الرغيد ولا يراعون المتابع لهم من ضنك العيش ..
وبالنسبة للعادات الصحية في شهر رمضان قال سلمان حسين الجزيري أخصائي تغذية في أحد المستشفيات بالأحساء : الصيام في شهر رمضان ليس عادة يمارسها المسلم بل تنمية للانتماء للمجتمع وتعزيز مشاركته في مجتمعه المسلم، يحتل الطعام في شهر رمضان حيزا مهم تتزين به موائدنا بأصناف واشكال مختلفة وبكميات أكبر مما نحتاجه في اغلب الأحيان وبحسب نتائج دخل وإنفاق الاسر في التقرير الدوري الذي يصدر كل ٥ سنوات عن الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية فإنه متوسط الانفاق الشهري على الأغذية والمشروبات بالغ 19.7%تزيد هذه النسبة لتصل الى 150% من الدخل مع دخول شهر رمضان التي تشهد الأسواق في السعودية زيادة في التسوق تفوق أي شهر.
مضيقاً بأن الهدر الغذائي من المواضيع التي تزايد الاهتمام به في السنوات الماضية لارتباطه بأمن واستدامة توفر الغذاء ولما له من آثار سلبية على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تعد الدول العربية من أعلى الدول في الهدر الغذائي ويتزايد الهدر خلال شهر رمضان الكريم حيث سجلت بعض الدراسات ان ما نسبة 30 – 50% من الطعام الصالح للاستهلاك يتم التخلص منه في شهر رمضان ووصلت نسبة الهدر الغذائي في الدول النامية حوالي 280 -300 کجم / فرد سنويا يتم التخلص من 120-170 کجم منها بإلقائها في القمامة قبل فسادها أو تلفها وهي صالحة للاستهلاك. وتعد الدول العربية من أكبر الدول إهداراً للطعام على مستوى العالم ويزداد الهدر الغذائي في الدول العربية بشكل ملاحظ في المناسبات الاجتماعية والدينية حيث نسبة الهدر الغذائي أعلى خلال شهر رمضان.
كما بين الجزيري أن الإعلانات التجارية المنتشرة تساهم في التأثير على المستهلك في زيادة الانفاق وتوجيه للاستفادة من العروض التي تأثر على قرارات الشراء لديه بزيادة الكميات وتابع:” أن وزارة الصحة على حملات توعوية تهدف لرفع مستوى الوعي لدى المجتمع من خلال برامج وأنشطة موجه كالتسوق الصحي ان رفع الوعي يحتاج منا تغير السلوك ونمط الاستهلاك من هنا جاءت أحدى مبادرات التحول الوطني الذي تهدف إلى التقليص من الكمية المهدرة من الغذاء من خلال البرنامج الوطني للحد من الفقر والهدر في تناول الغذاء.
وقالت سمر أم موسى : إن الإسراف والمباهاة بالموائد للتصوير بوسائل التواصل ليس لإشباع معدة الاسرة اكثر من اشباع غرور النشر والتصوير وتبعها الاسراف وهذا للأسف مدعاة لغضب الله سبحانه وتعالى وشهر رمضان المبارك شهر الصيام وللأسف المؤمنين حولوه لشهر الأكل وبالغوا بأنواع الطعام ونسوا او تناسوا اخوانهم المؤمنين المحتاجين وأشارت إلى أنه بالمناسبات وخاصة الافراح للأسف يغلب عليها طابع البذخ وكل هذا يثقل كاهل العريس اهله فان كان من المقتدرين فالأولى مساعدة المؤمنين المحتاجين بنيّة التوفيق للعرسان وأهلهم والبركة .
وحول العوامل المسببة للهدر قال المهندس ورجل الأعمال صادق الرمضان العامل الأول مرتبط بالجوع والتسوق والطبخ يصبح بالعيون أكثر من هو احتياج فطلبات افراد الاسرة كثيرة وطلبات ربة المنزل كثيرة رغبة في ارضاء الصائمين وهذه عادة ومشكله تكون في اوجها في بداية الشهر الكريم وتقل تدريجيا فيعودون للواقعية وتتغير السفرة الرمضانية لأطباق أقل تراعي فيها احتياج الصائمين.
وأكمل قائلاً:” الهدر ظاهرة الضيافات الرمضانية ونفس الحال بداية الشهر فالعين النهمة او الشخص النهم عند صومه يأكل بعينه لا باحتياجه فالداعي يبالغ في تقديم ما لذ وطاب من المأكولات اكثر بكثير من الوضع الاعتيادي لإرضاء المضيف والتباهي بالكرم الثالثة هي الثقافة ودل على نقطه مهمه للغاية حيث قال باعتقادي حاليًا الثقافة صارت جيدة من ناحيه وسيئة من ناحية أخرى الطعام لم يعد هو الأهم فنرى البقايا ترمى لكن هذه الظاهرة قلت مع نسبة الوعي والتعلم لكن من ناحية أخرى بدأت الناس تشتري الماركات التجاري والأغلى فأصبح الهدر في المال.
ثم قال : مناسبة القرقيعان كانت تعتمد على طقوس بسيطة لتدخل الفرحة على قلوب الأطفال من حلويات بسيطة صارت المبالغة في اللبس والتوزيع والهدايا فالمناسبة هي ما تدخل السعادة وليس المواد المبالغ فيها وطبعا على الموائد الموضوع ذاته غلب الشكل وما يحتويه من أدوات باهظة الثمن هي الموضوع الأهم من الماضي وهذا بحد ذاته هدر بصورة كبيرة للمال وعموما ليس كل شيء سلبي والمشاركة برمضان جميلة ومأكولات رمضان لها نكهة خاصة، وهناك جوانب جدًا جميلة ارجو لها الاستمرارية .
وكان للكاتب والباحث ابراهيم بو خمسين رأي ادلى به قائلًا:” لا شك في أن زيادة الإسراف في شهر رمضان المبارك تتدخل فيه عوامل عدة منها : أولاً الاستعداد النفسي للمجتمع على الإنفاق مع دخول الشهر الكريم وضخامة الدعاية والإعلام في المحلات التجارية بشكل مغري جدا وكذلك تأثير أجهزة التواصل الاجتماعي علينا وسرعة وصول المعلومة إلينا دون السعي لها وتوفر وجود السلع الجديدة وكل ما هو جديد سواء مواد مأكولة أو منقولة وتحسن الوضع المادي للكثير من العوائل والأسر لكن الوجه الآخر للقمر كما يقولون يكمن في الترشيد والتقليل من هذا الإسراف عبر الخطوات التالية والأخذ بعين الاعتبار الضرائب المفروضة من الدولة من سرعة صرف الدخل للأسرة زيادة الوعي بنشر أهداف الصوم في الشهر الكريم عبر التواصل الاجتماعي وغيير ذلك
وقالت الكاتبة ابتسام الموسى قالت : نحن الآن في عريس الشهور المدجج بكل آيات الجمال.. يزداد فينا الحنين لكل ما يحتويه هذا المعشوق من روحانية وقداسة.. شهر تهتز له الوجدان والمشاعر الروحانية وصدى تراتيل الكتاب المقدس وهمسات الصلاة وصوت الأدعية التي تصدح في أرجاء المنازل والمساجد وبينت أن للسفرة الرمضانية المتنوعة والأنيقة نغم خاص وأوتار تخلق بالفعل لهذا الشهر الفضيل أجواء مغايرة عن بقية الشهور مما يجعل الجميع ينتظره بفارغ الصبر ليتذوقوا ما تنتجه أيادي الأمهات.
وقالت : نرى إن النساء يسعين وراء تشكل الأطباق بشكل مبالغ فيه ويتنافسن في الأبداع والابتكار مما يدعوا للإسراف ورمي الأطعمة الفائضة عن الاحتياج فننحرف عن مسار الطاعة الى مسار معاكس تماماً قد ننتقل الى عدم رضى الله ونسيان الهدف من الصيام بسبب الامتلاء وكثرة الأطعمة لذلك من المهم أن ندرك أهمية التعامل مع المواد الغذائية بذكاء وأوضحت إن ربة المنزل الفطنة تستطيع تشكيل السفرة بأقل ما يمكن من التكاليف وتفعيل مهاراتها فالمهم هو التنويع وأناقة السفرة لا الكميات الكبيرة والبذخ وخصوصاً إننا نعيش زمن الغلاء وتضخّم الأسعار وشهر رمضان هو شهر الرحمة والجدير بنا أن نرحم المتكفل بتوفير هذه المواد وأن نعيش شهر رمضاني حقيقي نستشعر فيه جوع وعطش الفقراء ونراعي فيه صحتنا فتلبك المعدة بالأطعمة سبب للأمراض وكثرة صنع الأطباق والأطعمة تسرق منّا الكثير من الروحانية والوقت الذي يجب أن نقضيه في الأعمال العبادية سوف نقضيه في المطبخ ما بين تجهيز الطعام ومآبين تنظيف وما الى ذلك، فالاتزان والموازنة ما بين احتياج الصائم والمحافظة على الطقوس الرمضانية والعبادة هو الواجب .
وحول ظاهرة الإسراف محمد ياسر قال: الإسراف ظاهرة تسيطر على المجتمع ليست تقتصر على شهر رمضان ولكن يبالغ فيها أكثر في الشهر الكريم ، وبسؤالنا له عن الوعي ودوره قال الكل يعلم ان الاسراف والمبالغة تصرف خاطئ لكنه تصرف مسايرة للكل وكانه أسلوب القطيع الكل بمشي في موجة تسونامي التصوير والنشر والمباهاة تنسيق الموائد وتوابعها أكبر هدر.
وكانت لسيدة الاعمال فاتن حسين الشيخ مشاركة قالت فيها: نظراً لكثرة مواقع التواصل الاجتماعي والتنافس بين الفتيات في تنسيق المائدة له أثر كبير في الهدر، كذلك الضغط الاجتماعي الذي يواجه المجتمع وقت العزائم و ما هو المتوقع منك تقديمه على المائدة، الواجب علينا كمسلمين أن نوقف هذا التصرفات والهدر المادي والجسدي وابداله بمساعدة المحتاجين داخل البلاد وخارجها كذلك توعيه المجتمع عن طريق وسائل التواصل له أثر كبير .
ولن يكتمل الاستطلاع دون مشاركة رجال الدين ورأيهم في هذه الظاهرة فكان لفضيلة الشيخ حسن البقشي رأي قال فيه: للأسف أصبح شهر رمضان هو شهر التفتن في إعداد مختلف صنوف الأطعمة والأشربة أصبح عنوان للتخمة وملء المعدة بأنواع وألوان الأكلات التي لا نجدها في أي شهر آخر فالموائد أصبحت أكثر طولاً وأكثر تنوعاً في الشهر الكريم وأصبح هذا السلوك ثقافة سائدة وضاربة بجذورها في أعماق مجتمعنا العربي، وما يرافق ذلك من مظاهر التبذير والإسراف، فنرى أن نساءنا في رمضان يقضون وقتاً طويلاً في المطبخ وتتضاعف جهودهم وتضيع أوقاتهم في إعداد الأطعمة المختلفة فأصبح من أولويات مجتمعنا في رمضان هو الاهتمام بالمائدة وما يعرض عليها من أنواع الطعام وأكد أنه مع إقبال الشهر الكريم تتزايد معدلات استهلاك الطعام في شهر رمضان إلى حد الإسراف والتبذير، على الرغم من كونه شهراً للصيام، وليس لزيادة الطعام.
مؤكداً بـأن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) FAO، إن الفرد في المنطقة العربية يهدر في صناديق القمامة كميات ضخمة من الطعام خلال الشهر الفضيل، بالتزامن مع استمرار ارتفاع معدلات الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، حيث يعاني 52 مليون شخص نقصاً مزمناً في التغذية وتبلغ التكلفة الاقتصادية للأغذية المُهدرة على مستوى العالم نحو تريليون دولار كل عام، وتهدر الدول النامية، والتي تقع فيها الدول العربية وأفريقيا وشرق آسيا، ما قيمته 310 مليارات دولار ، وعموماً إن ظاهرة التهافت الكبير على اقتناء المواد الغذائية في رمضان، وربما الاقتراض من أجل هي ظاهرة مرضية في مجتمعنا تحتاج إلى وقفة حاسمة و معالجة عاجلة كي يحقق شهر رمضان معطياته وثماره ويؤتي أكله ، فهو شهر لتربية النفس وتزكيتها وتطهيرها وتهذيبها.
وأشار إلى أنه شهر للسمو الروحي وغرس الفضائل في النفوس وليس مشروع للتسمين وزيادة الوزن والبدانة ، فهنا لابد من وقفة شجاعة تعيد لرمضان هيبته و دوره في التأثير وما أراده الله لهذا الشهر أن يكون شهر الفضيلة والصلاح وشهر لمحو الرذيلة ومظاهر الابتذال ، وهذه الوقفة المطلوبة هي لتصحيح مسارنا في شهر رمضان وهي :
تتلخص فيما يلي : نشر ثقافة الاقتصاد وترشيد الاستهلاك بشكل عام والقيام بحملة توعية شاملة بقدسية الشهر الكريم وأنه شهر طاعة وعبادة وشهر خير وبركة ونفحات ربانية والابتعاد عن ما يحجب الإنسان عن التفاعل مع قدسية ومعطيات وبركة الشهر من الإسراف والمبالغة في تناول الأطعمة والأشربة والتركيز على أهداف هذا الشهر وأن رمضان ولم يشرع ليكون شهرًا لإقامة الولائم والتنافس في المتع والملذات، بل من حِكَم الصوم أن يتذكر المسلم الفقراء والمساكين، ويشعر بشعورهم. ومن هنا فحري بالصائم أن يكبح هوى نفسه، ويكفها عن التبذير والإسراف.