وفقاً لدراسة جديدة نُشرت، الاثنين، في دورية ” حوليات الطب الباطني” أو Annals of Internal Medicine، أن بالمقارنة مع النساء اللاتي لم يسبق لهن الإنجاب، فإن النساء اللواتي أنجبن يصبحن معرضات لخطر الإصابة بسرطان الثدي الذي يستمر لمدة تصل إلى 23 سنة بعد أول ولادة.
وتقول هازل نيكولز، المؤلفة الأولى للدراسة وأستاذة مساعدة في علم الأوبئة بجامعة نورث كارولينا في مدرسة تشابل هيل جيلينجز العالمية للصحة العامة: “ما رأيناه هو هذا النمط الذي كان الخطر فيه في أعلى درجاته بعد خمس سنوات من الولادة، ثم انخفض تدريجيا مع مرور الوقت”.
لكن بعد 23 سنة، يبدو أن الخطر؛ يتغير بحيث يبدو أن الولادة بعد ذلك تحمي من سرطان الثدي، وفقا للدراسة.
ومع ذلك، يوصي الخبراء بعدم قلق النساء وأن الخطر ليس كبيرا. وقالت “نيكولز”: “الدراسة أجريت على نساء دون 55 عاما وخطر الإصابة بسرطان الثدي منخفض عند النساء في هذه الأعمار بشكل عام”.
وأضافت: “رغم أن الخطر يكون في أعلى مستوياته في أول 5 سنوات بعد الولادة، فإن هذا لا يزال يُترجم إلى زيادة ضئيلة للغاية في العدد المطلق للنساء اللواتي يتم تشخيصهن بسرطان الثدي”.
وتابعت: “إذا أخذنا النساء في دراستنا وبدأنا بمتابعتهن في سن الأربعين، على سبيل المثال، وعلى مدى السنوات العشر القادمة حتى يبلغن 50 عامًا، لكان لدينا نتيجة بإصابة حوالي 2.2% من النساء بسرطان الثدي ممن أنجبن حديثًا، وسيكون لدينا حوالي 1.9% من النساء المصابات اللواتي لم ينجبن مطلقا”.
واستكملت: “هذه اختلافات صغيرة للغاية في القياس المطلق، لكنها لا تزال مهمة لأنها في الاتجاه المعاكس تعطي مزيدا من الوضوح لما نعرفه عن عوامل الخطر لدى النساء المسنات”.
وبوجه عام، فإن العوامل المرتبطة بالحمل والمتعلقة بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي في مرحلة لاحقة من الحياة، تشمل الحمل الأول الكامل في سن مبكرة في بداية العشرينات، والإنجاب أكثر من مرة، ووجود تاريخ من الإصابة بتسمم الحمل، والرضاعة الطبيعية على مدى فترة أطول من الوقت، وفقا للمعهد الوطني للسرطان.
وتشمل العوامل المرتبطة بخطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي، الحمل الأول في عمر يتجاوز الثلاثين عاما، والولادة مؤخراً في غضون 10 سنوات تقريبًا ؛ وقد تناولت عقار ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول diethylstilbestrol، وهو شكل اصطناعي من الاستروجين، خلال فترة الحمل.
وعلى الصعيد العالمي، يسبب سرطان الثدي أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالسرطان بين النساء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وهذا العام وحده، تشير التقديرات إلى أن 627 ألف امرأة لقوا حتفهم من سرطان الثدي في جميع أنحاء العالم، وهو ما يقرب من 15% من جميع وفيات السرطان بين النساء، وفقا لمنظمة الصحة العالمية, كما أنه في الولايات المتحدة، سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعا في النساء، كما أن قرابة 41 ألف امرأة و 450 رجل يموتون كل عام من سرطان الثدي، وفقا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، سيصاب حوالي 12% من النساء بسرطان الثدي في مرحلة ما من حياتهن، وفقًا للمعهد الوطني للسرطان ومنظمة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة.
ولم تكن أي من النساء مصابات بسرطان الثدي عندما تم تسجيلهن في الدراسة، والتي تضمنت بيانات من عدة دول أوروبية والولايات المتحدة وأستراليا.
وأظهرت البيانات أنه بالمقارنة مع النساء اللواتي لم يلدن، كان لدى النساء اللواتي أنجبن خطر مرتفع لسرطان الثدي بلغ ذروته بعد حوالي خمس سنوات من الولادة واستمر لمدة 20 سنة، بغض النظر عما إذا كانت النساء يرضعن طبيعيا أم لا.
ثم لاحظ الباحثون أن هذا الاختلاف في الخطر بين النساء اللواتي لديهن أطفال ونساء لم يظهر بعد حوالي 23.6 سنة بعد الولادة.
كما وجد الباحثون أنه رغم أن الرضاعة الطبيعية لم تؤثر على النتائج، إلا أن هناك عوامل أخرى، بما في ذلك العمر الذي ولدت فيه المرأة لأول مرة، وعدد الأطفال لديها، وما إذا كان لديها تاريخ عائلي من سرطان الثدي.
و قالت “نيكولز”: “أحد الأشياء التي نريد أن تكون دراستنا قادرة على القيام بها هو المساهمة في أدوات جديدة تساعد في التنبؤ بخطر الإصابة بسرطان الثدي بشكل أكثر فعالية بالنسبة للشابات، ما يطور من فحوصات الماموجرام”.
وكانت هناك بعض القيود على الدراسة، بما في ذلك أن أي تشخيص سرطان الثدي أثناء الحمل في البيانات لم يتم تمييزه بشكل موحد عن التشخيصات التي أجريت خلال فترة ما بعد الولادة المبكرة.
أيضا ، كانت الدراسة غير قادرة على استكشاف الآليات البيولوجية الكامنة وراء وجود ارتباط بين خطر الإصابة بسرطان الثدي والولادة حتى ، ولكن نيكولز قدم بعض الأفكار.
وقالت مؤلفة الدراسة: “ما يمكن أن يحدث هو أن الحمل هو الوقت الذي يحدث فيه تطور سريع لنسيج الثدي، والخلايا في الثدي تنقسم بسرعة، ونحن نعلم أنه عندما يتوسع النسيج بسرعة يكون هناك احتمال أكبر لحدوث خطأ في خلية أو خطأ موجود بالفعل في الخلية تنتج نسخ متعددة منها”، قال نيكولز.
وأضافت “نيكولز” التي أشارت إلى أن نتائج دراستها بحاجة إلى مزيد من البحث: “لا نعتقد أنه أن الحمل نفسه هو الذي يسبب سرطان الثدي، بل نعتقد أنه من الممكن أن هذا التوسع السريع في نسيج الثدي، قد يجعل من السهل على الخلايا السرطانية أن تنمو أو أن تبدأ في الاستنساخ”.