شيع جثمان الفنان الراحل حسن حسني، ظهر اليوم السبت، إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة في محافظة الفيوم، وسط حضور عدد قليل من الأسرة والأقارب فقط، وذلك بعد وفاته، فجر اليوم، عن عمر ناهز الـ 89 عامًا إثر أزمة قلبية مفاجئة.
ولم يحضر الجنازة من الفنانين إلا المطرب الشعبي سعد الصغير، والفنان منير مكرم عضو نقابة المهن التمثيلية، فيما غابت غالبية الفنانين، وذلك كإجراء احترازي من فيروس كورونا الذي انتنشر في الآونة الأخيرة.
غيَّب الموت الفنان حسن حسني بعد أن ترك خلفه إرثاً فنيًا ضخمًا قادرًا على تخليد اسمه إلى الأبد، ويذكر أن وفاته جاءت في مستشفى دار الفؤاد في القاهرة.
الجدير بالذكر، أن الفنان الراحل قد مر بعدة وعكات صحية سابقة، دخل على إثرها المستشفى، وتولت نفقاتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التي يرأسها المنتج تامر مرسي.
ويذكر أيضاً، أن الفنان حسن حسني كان قد تعاون في آخر أعماله مع الفنان أحمد حلمي في فيلمه الأخير ”خيال مآتة“، كما ظهر في دراما رمضان 2019 بمسلسل ”أبو جبل“.
سيرة ناقدة لمسيرة عمر
يعتبر النقاد الفنان الراحل حسن حسني واحداً من أبرز الفنانين الذين غيروا مفهوم البطولة في الأعمال السينمائية، حيث كان من نجوم الصف الأول حتى وهو يجلس في مقاعد الصف الثاني، وبلغة السينما عمل كسنيد لأبطال الأفلام التي شارك فيها، لكن الأدوار الثانية التي لعبها كانت تطغى في معظم الأحيان على أدوار نجوم الصف الأول.
هو بمواصفات جيله، لم يكن من أولئك الذين كان الشكل جواز سفرهم للنجومية، وسبيلهم للشهرة والمجد، بل كانت قدراته الفنية المتعددة والثرية هي سر المكانة التي حققها في مسيرته الفنية الطويلة والحافلة كمًا ونوعًا.
في السنوات الأخيرة كان هو جوكر السينما المصرية بلا منازع، به يضمن المنتجون والموزعون مستوى لأفلامهم، وعلى أكتافه اتكأ كثير من ممثلي الجيل الجديد في صقل تجاربهم، وتحسين أدائهم.
لم يكن حسن حسني في الأفلام التي شارك فيها بخيلًا، كانت المشاهد القليلة التي يصورها في كل فيلم من أفلامه كفيلة بإعطاء الفيلم نكهة مختلفة، وسمات مميزة.
لم يكن النجم الراحل نمطيًا، إذ استطاع في سنوات عمله الطويلة في السينما والمسرح أن يكون مقنعًا على الدوام، فاستطاع أن يقدم التراجيديا بنفس الجودة التي قدم بها الكوميديا، كما قدم الأدوار الشريرة بنفس الحرارة التي رأيناها في أدواره الإنسانية.
كان يتقن اللعب مع الكبار، وكان قادرًا على مجاراتهم بل والتفوق عليهم، كـ فيلم المواطن مصري الذي لعب فيه دور الأفاق والنصاب والمرتشي أمام الممثل العالمي عمر الشريف، كان على قصر دوره ومحدودية المشاهد التي صورها في الفيلم قادرًا على أن يحفر اسمه كأحد أبرز صناع هذا الفيلم وأبطاله؛ بسبب العفوية والتلقائية التي أدى بها هذا الدور.
في فيلم سواق الأتوبيس الذي قام به إلى جانب الفنانين الراحلين عماد حمدي ونور الشريف، كان حسن حسني ماهرًا في تجسيد دور الانتهازي الذي سرق حماه، واستولى على أمواله مستغلًا كبر سنه ومرضه.
وفي موجة أفلام الشباب في السنوات الأخيرة، كان له حضور طاغٍ في معظمها، ولم يكن أي من هذه الأفلام يستكمل عدته، إلا إذا كان حسن حسني أحد أبطال الفيلم.
كان حسن حسني فنانًا محترفًا لم نسمع في سيرته الشخصية ما يشين، ولم تطاله الشائعات التي كانت تطال الناجحين من أمثاله، وظل حتى وهو في العقد التاسع من عمره المديد قادرًا على العطاء والإبداع، لم يتقاعد ولم يعتزل، وظل مثل الأشجار التي تموت واقفة حتى وهو يسلم الروح.