تُعرف الوساطة على أنها عمل سلمي تقوم به مجموعة من الدول أو وكالة تابعة لمنظمة دولية أو حكومات أو حتى فرد ذو مركز رفيع في سعيه لإيجاد حل سوي للنزاع القائم بين دولتين أي أن الوساطة تتصف نوع من الجراءة والحدة من المساعي الحميدة وتمتاز بسرية أقل منها كوسيلة للتسوية، فأنها لا تكتفي فقط بحضور أطراف النزاع وإنما تحدد لهم مسار للتفاوض وقواعد معينة لسير للمفاوضات وتباشر بالتدخل، بل وتقترح على الدول الأطراف تقديم التنازلات المتبادلة لجعل الحل أكثر سهولة ومرونة.
وتعد مهام الوسيط ذات أهمية في سريان الوساطة وقد تم حصرها على النحو التالي: أن الوسيط يملك دور أكبر وإيجابي أكثر من المساعي الحميدة حيث بإمكانه طرح مقترحات للحلول ويمكن أبداء أراء الدول الأطراف فيها. كما أن شخصية الوسيط تلعب دور أساسي في مدى فعاليته فكلما أُعطي الثقة من قبل الدول الأطراف كلما كانت حلول فعالة أكثر، وسلطته وقوته السياسة في المجتمع الدولي تعزز ذلك.
الجدير بالذكر أن نقطة الشبه بين المساعي الحميدة والوساطة هو أن كلاهما يحتاجان أن يكون الطرف الثالث ذو قوة ونفوذ سياسي وسلطة كبيره في المجتمع الدولي كما أن هذه الشخصية لا تنحصر على أن تكون دوله فقط وإنما قد تكون منظمة دولية أو سياسية أو مجموعة من الدول.