قد تتوالى عليك ظروف لا تعرف مصدرها ولكنها تستمر بالهطول عليك كمطر أسود يطفىء كل لون كانت تتلون فيه حياتك الجميلة وكل ما تستطيع فعله هو الصبر وإحتساب الأجر وإنتظار الفرج وهنا لا نقول إصبر ولا تتغير بل بالعكس إصبر وجاهد وقاوم وأنهك نفسك التي غرقت في هذه السيول السوداء وضع كل تركيزك وقواك في اتجاه هدفك حتى تصل اليه وتكسر امواج الظروف السوداء للوصول لشاطئ الرضى والنجاح والسعادة بتحقيق الذات وتعلق بالأمل واستمسك بإيمانك بخيرة رب العباد واختياره فقد كنت غارقة في هذه السيول والاحزان .
لم اكن ارى جمال الحياة وسعادتها ولم اكن احس بطعم النجاح تساوى الليل والنهار والجمال والقبح في عيني لدرجة كبيرة ومن ثم قررت ان انهض، وأدركت أننا لن نستطيع النجاح او العيش مادمنا لاحرك ساكنا ولا نتحرك قيد انملة ومن هنا ابتدات مشوار تغيري في هذه الحياة بعد قراءتي لسور من كتاب الله كل صباح ففي كل صباح أفتح القرآن الكريم على صفحة مختلفة واقرأها وبعد قراءة كتاب اهدتني اياه صديقتي الغالية كان الكتاب يتحدث عن أمور نفعلها في حياتنا بصورة روتينية ولكن لا نحس بنتائج هذه الأمور على البشر أو على أنفسنا أشياء بسيطة جدا تعلمناها منذ الصغر كالتبرع بالملابس عند تغير الفصول.
ولكن عندما تلتمس الطريق التي سلكتها هذه الملابس وكيف وصلت والى اين وصلت هنا فقط ستحس في داخلك بقوة جميلة وسعادة لم تحس بها من قبل احسست بكل طفلة استلمت ملابس او العاب اهديتها والتمست التغيير الذي احدثته في حياتهن وهنا أدركت معنى السعادة الحقيقية فالسعادة هي العطاء دون مقابل العطاء من القلب ليصل للقلب السعادة هي الإحساس بمعاناة الآخرين والتخفيف عنهم السعادة هي قوة الابتسامة عندما تضيؤها في وجه إنسان أظلمت الحياة في عينيه لترد عليك الابتسامة بقوة تضيء كل ماحولك هنا وبعد أن أظلمت في عيناي الحياة أضائت على محياي بسعادة العطاء والتطوع وهي طريق سأظل أسلكه أبدا ما حييت وسأنصح كل شخص بسلوكه حتى تنير الحياة.
معلمة وناشطة في العمل التطوعي