في منزل طيني قديم بالأحساء شرق السعودية نسجت كسوة الكعبة المشرفة 8 مرات كان آخرها في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز عام 1343 قبل أن تنتقل إلى مكة المكرمة وبهذا يعتبر اهالي الأحساء أول من نسجت كسوة الكعبة.
وأوضح الدكتور فهد الحسين الباحث في الآثار بجامعة الملك سعود في حديث لـه أن الإمام سعود الكبير هو أول أمير سعودي يكسو الكعبة بعد دخول الحجاز في حوزته، عام 1219 وكانت بالخز الأحمر الثمين، رغم ثبوتها على اللون الأسود منذ عام 622 فقد انقطع إرسال كسوة الكعبة مع المحمل القادم من مصر، بعد ضم الحجاز فاستشار الإمام من معه من أمراء البلدان فأشير إليه بالأحساء لوجود ما يكفي من الحرفيين لنسج كسوة فاخرة وكان ذلك في بيت «عيسى ابن شمس» وكتب بالقلم على باب بيته «هذا البيت الذي نسجت فيه الكسوة» وأشرف عليها 10 مشايخ والبيت الثاني بالهفوف وسط الأحساء ونسجت فيه كسوتان تحت إشراف أحمد الدسوقي ومجموعة من المهرة كما أوقف الشيخ «أحمد الملا» بيته الخاص على نسج الكسوة للكعبة.
وقال الباحث في التاريخ محمد سعيد الملا: «إن حياكة الثوب الشريف استغرقت نحو شهرين أو أكثر واشترك في ذلك أكثر من 30 رجلاً تقريباً في نسجها وهم من أسر معروفة بهذا الفن في الأحساء وبعدها ذهبت مجموعة منهم أثناء تركيب الثوب قبل شهر ذي الحجة من العام نفسه إلى مكة المكرمة».
وقبلها ذهب وفد من الحائكين إلى مكة المكرمة لأخذ المقاسات على الكعبة المشرفة ومن ثم العودة ثانية للأحساء وكانت الرحلة على الإبل تستغرق نحو 80 يوما ذهابا وإيابا.