كلما حاول المتابع للحركة الثقافية والاجتماعية في المجتمعات المحافظة المعروفة بشخصياتها ورموزها واعراف القبيلة المتغلغلة وعاداتها وتقاليدها أن يفهم النقد المبني على تجريح الأشخاص والرموز لا يستطيع هل الغيبة والنميمة والحسد والوصاية ساهمت في انتشار النقد الجارح البعيد عن النقد الموضوعي؟ .
هل النقد في الثقافة العربية ارتبط بعادات القبيلة وتقاليد العشيرة وسلطتها واقترانها بالشخصيات لتقوية ضعف النقد المتبع ؟ يعني لا يكون النقد نقدا حقيقيا إلا إذا اقترن بشخص وتم تداوله بين أفراد المجتمع المعني والغير معني بمختلف بمستوياته ليثير المجتمع ويزعزع كيانه .
كم تجربة نقد دينية أو ثقافية أو اجتماعية جاءت بنتائج عكسية احدثت اهتزازات مجتمعية وقوٓت المناعة الطبيعية وابرزت المقاومة اللاشعورية وعززت ما يراد تصحيحه لأنها مست رموزا أُقحموا في مواضيع ليس لهم علاقة بها لكن من أجل تسويق النقد وجعله مثيرا .
نقد الإثارة يرضي الناقد الذي ينقد برؤيته الشخصية التي يرى فيها الكمال بحيث يشخص ويحلل ويستنتج ويضع الحلول بمعاييره بعيدا عن ظروف وطبيعة المجتمع وأحد اشكال الإثارة تسليط الأضواء على الأشخاص وجعلهم العنصر الأهم في التقييم واعتبار أصل الموضوع ثانويا.
النقد مفيد كلما اعتبر الناقد نفسه جزء من نسيج المجتمع وتعامل مع البيئة الاجتماعية كخبير يساهم في البناء والتحسين فالعقد الاجتماعي يفرض عليه أن يكون أداة بناء وليس كفاحص شخصي تتحكم ذائقته الذاتية ويخلط بين الموضوع والشخوص أو يركب أي موجة تحرفه عن الصواب في قضايا مهمة تهم المجتمع ويتحول إلى معول هدم لذا من خصائص النقد الموضوعي عدم ربطه بالرموز حتى يكتسب النقد والناقد مصداقية المجتمع.
النقد البناء ضروري للتصحيح والتطوير ولا يوجد مشروع ثقافي أو اصلاح اجتماعي يتحسن إلا بالنقد الموضوعي الموجهه نحو الخطأ والأعوجاج .
ربط النقد بمفاهيم وظواهر متعارف عليها ومنتشرة مسبقا برمز أو شخصية أول خطوات عدم موضوعية النقد وافتقاره للمصداقية .
يحق نقد الفكر والفهم الديني لشخص لو تبنى مشروعا ثقافيا بل أحيانا يصبح حاجة وليس اختيارا في تقييمه ونقده بشرط بعيدا عن الشخصنة .
الكثير يستنكر ظاهرة العقل الجمعي والوصاية ويعتبرهما سببان في عدم تقدم المجتمع لكن عندما يخدمان تقييمه يبدع بتوظيفهما في النقد.
سؤال: هل قذف الرموز بالحجارة اقصر واسهل طريقة للشهرة والجماهيرية؟ .