شهدت العاصمة الجزائرية في يومي ٧ – ٨ من شعبان ١٤٣٩هـ الموافق ٢٣- ٢٤ من ابريل ٢٠١٨ م انعقاد مؤتمر علمي دولي عنوانه: “تدريس التربية الإسلامية في المؤسسات الرسمية نحو فاعلية في ظل التحولات العالمية “.
مؤتمر بإشراف من رئيس الجمهورية الجزائرية:
أعدّ هذا المؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى بإشراف من رئيس الجمهورية الجزائرية، وقد دُعي للمشاركة فيه عدد من كبار العلماء في العالم العربي والإسلامي من تونس والمغرب الأقصى والعراق وسوريا وكرواتيا وصربيا وإسبانيا وفرنسا والأردن وتشاد واندونيسيا والسويد وموريتانيا ومصر وإيران والسعودية.
مفتي مصر :
وقد استهل مفتي الديار المصرية الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم موسى علام المؤتمر بكلمة عبر فيها عن قيمة هذا المؤتمر والآمال المنعقدة عليه لحسن توجيه التربية الإسلامية وجعلها مادة فاعلة في الدولة والمجتمع لأعداد جيل مسلم جديد يفخر بدينه وانتمائه قادر على حمل لواء التقدم والإبداع.
التقريب بين المذاهب الإسلامية :
ومن جهته تحدث الدكتور محسن محمدي عراق الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية من إيران ، عن التأكيد على أهمية هذا المؤتمر الدولي لكونه سيناقش أهم مسألة تربوية في المجتمع والدولة وتهم كل مسلم على الأرض لتفادي كل أشكال التطرف والإرهاب وبناء واقع إسلامي جديد يحترم القيم الإسلامية ويلتزم بها.كما أكد الدكتور رمضان موصلو نائب رئيس الشؤون الدينية بتركيا على المعاني نفسها.
الأمة العربية الإسلامية :
وفي ذات المعنى شدد الدكتور بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر لأن الأمة العربية الإسلامية تمر بفترات جد صعبة بسبب تهمة الإرهاب التي يلصقها العالم بالإسلام والمسلمين من جهة وممارسات بعض الذين ينتمون للإسلام ويتحدثون باسمه ويرهبون العالم تحت غطائه .
وللتأكيد بأن الإسلام يتبرأ من كل ذلك لأنه دين رحمة للعالمين وما على علماء الإسلام والمربين في كل أنحاء العالم إلا العمل الجدي من أجل إعادة مكانة التربية الإسلامية وتأكيد دورها العلمي والقيمي من خلال إعادة بناء مناهجها وكتبها ومقرراتها في جميع أنحاء العالم الإسلامي لتكون المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها قادرة على القيام بمهامها ورسالتها العالمية أحسن قيام.
معالجة المؤتمر لمسائل عديدة :
وقد عالج المؤتمر مسائل عديدة ومتنوعة من أهمها نذكر: من أجل إصلاح تربوي أصيل: القيم الإسلامية من مجال المعرفة إلى مجال التمثيل الإجرائي وتدريس العلوم الإسلامية في ضوء البيداغوجيا الحديثة وقراءة نقدية في برامج التربية الإسلامية ومقررات كليات الشريعة بين الواقع والمأمول العقيدة نموذجا، وغيرها من العناوين التي حاولت الإحاطة بواقع المادة تحليلا ونقدا وتوصيات واقتراحات.
الدكتور نور الدين السافي:
وقد ساهم الدكتور نور الدين السافي من تونس وأستاذ الفلسفة بجامعة الملك فيصل بمحاضرة عنوانها “التربية الإسلامية في الدولة المدنية المنهج والمنهج الخفي”.
التربية الإسلامية وبناء شخصية الإنسان :
وقد حاول في مداخلته بيان أهمية التربية الإسلامية في بناء شخصية الإنسان في كل مراحله العمرية من جهة والمواطن من جهة ثانية .
المناهج الخفية :
وحذر من المناهج الخفية في كل المجتمعات الإسلامية التي تحاول عرقلة مناهج الدولة الرسمية وإعاقة الأهداف الكبرى والغايات المثلى التي تحاول كل دولة إسلامية تحقيقها.
بناء مناهج موافقة للواقع الفعلي :
وأكد على ضرورة بناء مناهج موافقة للواقع الفعلي للمجتمعات الإسلامية ومعبرة عن مشاكلهم وعقليتهم حتى نغلق الباب أمام المناهج الخفية التي تحاول دوما الإطاحة بالتعليم الرسمي والنظامي التي تقيمه الدولة.
تحذير :
وحذر في محاضرته من شر إغفال الواقع الاجتماعي من جهة والثقافي والعلمي من جهة أخرى وكذلك التنوع الفعلي والواقعي في أي مجتمع لأن التغافل عن كل هذا يجعل المواطن عرضة لأبواق الفساد الخارجية أي إلى شرور المناهج الخفية التي لا يخلو منها أي مجتمع.
تعالي المقررات عن الواقع الفعلي للمواطن :
وبسبب تعالي المقررات عن الواقع الفعلي للمواطن وخاصة الشباب وما يحملونه من أسئلة وقضايا يبحثون لها عن حل ولا يجدون تلك الحلول في المقررات الموجودة .
انعدام حرية التعبير والحوار :
وزاد على ذلك انعدام حرية التعبير والحوار داخل المؤسسات التربوية التي تضطلع بمهمة تدريس المواد الإسلامية لغلبة أسلوب التلقين والإملاء والوعظ على أسلوب الحوار والنقاش وقبول الرأي المخالف.
توصيات مهمة :
ومن أهم التوصيات التي انتهى إليها وقدمها للمجلس الإسلامي الأعلى ضرورة تدعيم الحوار من جهة وترسيخ فلسفة الاختلاف لحماية المجتمع من شر الرأي الواحد الذي يدعي ملكية الحقيقة لأن هذا الاتجاه هو الذي ولد التشدد والإرهاب الدولي .
وأكذ في توصياته أيضا على ضرورة تحديد أهم القيم التربوية التي تعمل التربية الإسلامية على ترسيخها لتكون هذه القيم ليست قيم المواد الإسلامية فقط بل قيم الدولة نفسها
توحيد القيم المجتمعية :
وحتى تتمكن الدولة من توحيد القيم المجتمعية لتكون قيما إسلامية تؤمن بالعلم والحوار والاختلاف لخلق جيل جديد مسلم فخور بإسلامه يحترم العلم والعلماء ويخدم وطنه وأمته حيثما كان، لأن المسلم الحق لا يكون إلا رحمة للعالمين أسوة بالنبي الكريم الذي قال عنه رب العزة وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين.