محمد بن عبدالله الرسول المبلغ عن الله، ودال الإنسانية لنعيم الله، وهو العقل المدبر لشئون الحياة، ومعلم البشرية لأخلاق الله، ومعطر القلوب بصفات الخير، ومزكي النفوس بالإيمان بالله..
صدع محمد صلى الله عليه وآله بالحق كما أمر الله وبلغ الرسالة الخاتمة بعد معاناة لاقها من عقول مظلمة وقلوب متحجرة ونفوس لاهية، تقودها شهواتها إلى طريق الشيطان الهاوي بها في سعير النار..
أنار رسول الله صلى الله عليه وآله القلوب برسالته التي جعلها الله خاتم الرسالات، ليخرج النفوس من ظلمة الجهل وعتمة الباطل لنور الحق وضياء الإيمان، فاستطاع عليه وآله السلام في مدة قصيرة لا تتجاور 23 عاما أن يسلك بالإمة صراك الله القويم لتصل برضا وسلام لجنة الله الخالدة ونعيمها المقيم .
لما أراد الله لنبيه صلى الله عليه وآله الخلود في مقام محمود أمره أن ينصب أخيه وابن عمه وأقرب الناس إلى الله بعده (علي بن أبي طالب) عليه السلام إماما مبينا ومصباحا هاديا لطريق الله لتبقى الأمة بإرشاده سالكة ذلك الطريق السوي بلا انحراف لطريق الباطل المودي بأفرادها لسعير النار، فبلغ عليه وآله السلام ذلك الأمر في يوم الغدير وعلى مشهد عظيم من مائة ألف مسلم أو يزيدون، ليكمل بتنصيب علي الدين ويتم به النعمة، ومن ثم يلبي صلى الله عليه وآله أمر ربه وهو مطمئن بإيداع شئون الأمة في يد أمينة تسلك بها مسالك الخير وتهديها سواء السبيل..
لما بلغ صلى الله عليه وآله الرسالة وأدى الأمانة اختاره الله لأن يكون في جواره بقوله عز من قائل وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى5 سورة الضحى، ليرحل عليه وآله السلام عن هذه الحياة شهيدا محتسبا في الثامن والعشرين من شهر صفر سنة 11 من هجرته المباركة، ليشهد يوم موته حزنا شديدا وبكاءا معولا في أرجاء المعمورة سيما المدينة المنورة التي لبست ثوب الحداد على روحه الطاهرة فـ(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)