عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء ) أخرجه البخاري بهذا الحديث المنير يبدأ صيادلة الواتس بعرض معلوماتهم الزائفة ومعرفتهم المريبة أمام المجتمع وذلك لكسب الثقة بالمبدأ الديني واستمالة العاطفة صوبهم حتى ينشروا تلك المعلومات الدوائية المغلوطة التي لا تستند إلى مصدر علمي موثوق ولا تخضع لمشورة صيادلة حذقين ومتخصصين فينشروها
بمبدأ (بلغوا عني ولو آية) أو بمبدأ النفع المتعدي بل إنه الضرر المتعدي الذي قد يتسبب بإصابات جسدية أو يتسبب بالذعر والخوف لبعض المرضى فيمتنعون عن تناول أدويتهم وهذا مما قد يزيد القضية تعقيدا ويستخدم هؤلاء (صيادلة الواتس) فن التشويق والتسويق في عرض منتجاتهم بعبارات منمقة ومصفصفة ليطيحوا بالمريض في حفرتهم المشؤومة مثل
(وصل حديثا الدواء الذي سيقضي على مرض السكري أو من بعد هذا اليوم ماراح تعاني من ضغط الدم) وغيرها ليكون أسلوب الجذب هو حرفتهم في اصطياد المرضى أو قد يحذرون من آثار جانبية هي غير منتشرة بالفعل فيخاف المريض ويمتنع عن تناول دوائه بسبب هذه الرسالة الخادعة ،وإن هولاء (صيادلة الواتس) غير متخصصين ولا يرتادون المحافل الطبية ولا يشتمون حتى رائحتها بل إنهم هواة نشر للشائعات وجهال فبجهلهم هذا يضرون ولا ينفعون ويسيئون ولا يحسنون وإن سألت أحدهم عن صحة هذه المعلومة يردد مختالا فخورا (تراه منقول) أي بمعنى لا تحاسبني على خطأها
فإني مجرد ناقل ، عجبا إنها صحة إنسان ويتهاون بها ،فعليك أيها القارئ الكريم أن تتبين من صحة هذه المعلومات الدوائية ((المنقولة)) قبل إرسالها أو الترويج لها فهو واجب ديني وإنساني وذلك عن طريق عرضها على المتخصصين حتى تبرأ ذمتك ولا تتسبب في إصابات عضوية لأحد المرضى أو تكون سبيلا لتفاقم مرضه حتى ،وكذلك المتلقي عليه أن يعرض هذه المعلومات الدوائية للنقد ويستفسر عنها
ويتأكد من ثبوتها علميا وأن لا ينصاع لمثل هذه (البرودكاستات)الشعارات البراقة المراوغة فيكون صيدا سهلا لصيادلة الواتس ،أذكر ذات مرة أرسل لي أحدهم ليستفسر مني، صورة شخص قد انسلخ جلده وذاب لحمه وكانت هناك رسالة أو برودكاست تابع لها يقول فيها (احذروا من هذا الدواء فإنه يسبب انسلاخ للجلد
وقد دسه أعداء الوطن في الأسواق لينتقموا منا) وفي الحقيقة كان أثر جانبي نادر وخطير في آن واحد وهو متلازمة ستيفنز جونسون وهي تأتي نادرا وقد تأتي عند تناول أي دواء وليس مع دواء محدد لذاته فبينت له ذلك ،ختاما لاتدع أي معلومة في مواقع التواصل تمر عليك مرور الكرام بل اعرضها للنقد العلمي واعرفها وفصلها ثم بعد ذلك اتخذ قرار بقبولها أو برفضها ولاتكن ضحية حصرية للمتأصدلين .
صيدلي إكلينيكي وباحث في العلوم الشرعية