انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا مقطع فيديو يظهر مجموعة من الرجال ومن قبائل متعددة يقفون أمام منزل سيدة في إحدى مناطق المملكة يحاولون في اقناعها في التنازل عن قاتل ابنها ويعرضون عليها من المال ما تريد ومن خيرات الله الكثيره .
ان ما شدني في هذا المقطع هو حرص هؤلاء الرجال على رد الصدى والسعي في بذل المال والنفس لأجل إنقاذ نفس من حد السيف بسبب خطأ ارتكبه فبارك الله في جهودهم ومسعاهم في لملمت أفراد المجتمع .
وهنا اتسأل بيني وبين نفسي اين هؤلاء الرجال من قضايا قابعة خلف قضبان السجون على خلفيات مالية وقع أفرادها ضحية خسارة تجاريه او غرامات مالية أليس هم من يحتاجون إلى وقفة من هؤلاء الرجال في السعي تخليصهم وفكهم من أسر السجن .
ان المتأمل في القضيتين يجد اختلاف كبير فالأول وهو القتل يعتبر مفسد باعتبار القتل وازهاق النفس بغير حق اما الثاني فهو معمر للارض حيث استدان بعض المال لغرض التجارة وإحياء الأرض ولكن شاءة الاقدار بالخسارة وعجزه عن السداد . فالفرق واضح وجلي لأولي الألباب.
ان مبدأ التكافل الاجتماعي بالدم هو الهدف الرئيسي عند كثير من قبائل المملكة وللاسف حيث انهم يساندوا من افسد في الأرض( القتل ) ويتجاهلون من سعى في اعمارها ( المعسرين ) . وهم بذلك الفعل يعاونون أصحاب النفوس الضعيف في اهدر دماء الأبرياء . وينشرون ثقافة ان أفراد القبيلة سوف تقف معي في حالة وقوع جريمة قتل معي .
ان التكافل الاجتماعي سمة من سمات المجتمع الإسلامي والذى يختلف عن بقية المجتمعات في مساند الضعيف وفك الأسير وعتق الرقاب ورعاية الأيتام والأرامل وأطعام المحتاجين وابن السبيل الذى انقطعت به السبل وبل يتعدى مجالات ارحب في .
كلنا رأينا كيف هب المجتمع الاحسائي في الوقوف مع اخوتنا من اهل عمان الذى وقع لهم حادث سير قبل اقل من سنتين حيث وقف الجميع في مد يد العون لهم من فتح البيوت واستظافتهم في الدور وتقديم الخدمات العلاجية والصحية بل تعدى الأمر إلى تكفل احدى الاسر الإحسائية بتكفل يتيمه فقدت والديها في الحادث .
او كما راينا قبل بضعة شهور وبالتحديد قبل شهر رمضان حين انطلقت احدى الجهات الحكومية بمشاركة جهات خيرية مبادرة بعنوان ( لموا شملي باسرتي ) والهدف منها تمكين الموقوف من الصيام مع ذويه في شهر الخير وادخال السرور عليهم ، حيث تم جمع مايقاب خمس مليون لانطلاق 54 موقوف على خلفية مالية عجزوا عن سدادها .
هذا النموذج الذى نسعى اليه دائما لنرقى بمجتمعنا إلى أسمى درجات الرقي الاجتماعي
محققين قول الله تعالى ( وتعاون على البر والتقوى ولا تعاون على الإثم والعدوان )
بقلم/ ياسر محمد السعيد