الدنيا كما نصنفها مساحة من غموض جميلة هي بتفاصيلها بحركاتها بسكناتها بحكاياتها الباسمة والصامتة الناطقة، وفي الشرفة المقابلةلها نرمق وجوه تتحرر من أقنعتها منها ماتمزق بعد سقوطه والبعض انحسر مِن لطفه وحنانه، ومنها من زاد تلألؤ و إشراقة وجمالاً بنفوس طابت وطهرت بما تختزل من محاسن المعاني وجميل الصفات .
هي الحياة مرفأ لمحط سفينتنا. مازلنا نغفو ونتبسم فيهاحينا،ً وحيناً آخر نلملم دموع المواجع عندما تبتل شفتينا من رحيقها المدسوس بالألم حيث أروقتها الأخرى تتساقط أوراقها البالية من رفوفها المتعفنة فتزكم الأنوف وتعطب القلوب من زيفها الموشى .
لننحى منحى التحرر من الراحة والديمومة ونكون على يقضة وترقب مستمر وعلى أهبة المواجهة للشراسة المحتملة الوقوع من غرورها وبلائها ومن ذئابها البشرية التي مازالت تنهش أجساد الأبرياء والضعفاء قال الإمام علي عليه السلام: “احذروا الدُنيا فإنها غدّارةٌ غرّارةُ خدُوعٌ مُعطيَة ٌ مَنوعٌ، مُلبسة ٌ نَزوعٌ لا يَدُومُ رَخاؤها ولا ينقضي عَناؤها ولا يركُدُ بَلاؤهَا” الدنيا محطة الكل يغفو فيها فلا تنام طويلاً لتحلم سراباً، وتجني حنضلاً فكن يقضاً حكيماً لاتعتريك الغفلة فتجد نفسك في غيبوبة الضياع.
بقلم : منى البقشي