التعايش السلمي يعتبر من البديهيات في الحالات الطبيعية لدى الإنسان المسالم فهذا معتقد فطري نابع من احساسه انه محتاج للآخر ، لكن الظروف الطارئة الدخيلة والغايات الممنهجة تحرف هذا الشعور نحو وهم تحقيق مصالح محددة من قبل المتآمر على تغيير مسار الشعور الفطري و توجيهه إلى الصراع مثل الصراع الديني أو العرقي أو التصادم الفكري .
فأحد اسباب الصراع البشري اثبات الذات والعمل على تأطير الهوية الذاتية وكبت المشاعر الإنسانية وابعاد الفرد عن المصالح المشتركة مع الآخر وهذا ما عملت عليه الثقافات والقوانين الدولية العصرية . احد العوامل المهمة في اشعال نيران الصراع العمل على اثبات الأنا الفكرية أو الثقافية ( كلمة حق يراد بها باطل ) فصانعي الايديولوجية في العصر الحديث يجدون ضالتهم.
في اشعال الفتنة من نافذة اثبات الهوية الضيقة او الركون إلى الخصوصيات والعادات و التقاليد الخاصة بدون إيجاد عوامل مشتركة مع المجتمعات والحضارات للتفاعل واكساب المعارف و المهارات .
استبدلت المفردة الفطرية التعايش بمصطلح الصراع كمفهوم لاثبات الوجود وتحديد هويات المتصارعين .
القوانين الوضعية الحديثة اضافت عوامل للصراع من اجل اثبات الهوية لجماعة معينة بواسطة قوانين وانظمة وغرس مفهوم الثقافة الخاصة بجماعة او أمة في فكر الفرد وتأطيرها بقوانين مفصلة تضيق المفهوم الواسع للإنسانية التي تجمع بقواسمها المشتركة مع الجماعات كذلك اللهفة الدائمة على موارد الإنتاج واحتكارها ساعدت بعض الشعوب السيطرة والاستحواذ على الثروات الطبيعية
وجعلها محتكرة لطبقة أو جماعة دون الأخرى بسبب انتشار اقتصاد السوق وتغليب افكار الرأسمالية والقوانين البشرية التي يهمها الكسب المادي وعدم الاهتمام بالبيئة ولا يهمهم الظروف التي تبقي الثروات الطبيعية للمستقبل . اطلاق حرية الفكر و تحرر الإنسان من حيز محدود إلى نطاق الارض الواسعة التي يمشي عليها ويأكل من ثمراتها من رزق الخالق في عالم الفضاءالمفتوح يفضي إلى قبول أي رأي أو فكر ما دام لا يتعمد الضرر .