أهدي هذه الوردة المتفتحة بود الله والناشرة لشذى أريج الذكر لله، والمتزينة بألوان الطيف التي خلقها الله، لكل مؤمن هجر فراشه وقام متوجها بقلبه وجوارحه لله المتفضل عليه بنعمة الوجود والمنعم عليه بالعافية والسلام، يناجيه بقلب خاشع، ويناديه بلسان صادق، أنساه نور الخالق عتمة الليل، فاستأنس بقربه منه وتقربه إليه، بعد أن رأى روحه وهي تحلق في الملكوت الأعلى تنظر للجنة ونعيمها وللنار وجحيمها، فتختار أن تستقر خالدة في جنة الله على أن تخلد معذبة في جحيم سجرها رب العباد لغضبه..
اعلم بأن هديتي هذه لا تعد شيئا في مقابل ما أعد الله للمتهجدين في هذ الليلة المباركة، لكن ماذا عسى أن يهدي المخلوق للمخلوق سوى ما يرى من جمال هذه الدنيا التي تطيب لها نفسه، وترتاح لها مشاعره وينسى بها همه، وتهدأ بوجودها روعته..