اعتبر الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء في المدينة المنورة أن الإعلام الجديد وسع من سلطة الفرد، مشيرًا إلى أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرًا بالغًا على المجتمعات، فقد أزالت العروش.
وقال المغامسي في محاضرة ألقاها بعنوان “الإعلام القديم والجديد أخطاره وطرق الوقاية منه” ضمن فعاليات البرنامج الوطني والوقائي “فطن” بإدارة تعليم المدينة: إن الإعلام القديم اعتمد في بدايته على الرجل الخطيب والشاعر المفوه، وتطور بعدها إلى الإعلام المرئي والمسموع من خلال الإذاعة والتلفزيون، حيث كان يملك المؤسسات والقنوات، إلى أن تطور إلى الإعلام الجديد والذي ظهرت فيه الهواتف الذكية التي ساعدت في ظهور برامج التواصل الاجتماعي.وكما تقول القاعدة إذا عظم النفع عظم الغرم.
وأضاف المغامسي أن الإعلام الجديد انتقل من المؤسساتية إلى سلطة الأفراد، ومن هنا أصبح الرويبضة من الناس ينطق بالكلمة فيتحدث بها الناس من المشرق إلى المغرب، وأصبح لهذه البرامج التواصلية تأثير بالغ على المجتمعات حتى أُزيلت من قوة تأثيرها عروش، وتوسعت سلطة الفرد.
وأوضح المغامسي أن للإعلام الجديد مخاطر عدة، تتمثل في خطره على العقيدة، حيث يُشكل عليها الإعلام الجديد خطرًا من خلال أناس يتلبسون بلباس العلم، وهم ليسوا من أهله، فيفسدون على الناس أمور دينهم، وعزا ظهور الإلحاد في مجتمعنا المتمسك بعقيدته الصافية إلى ظهور هذه الفئة من المتعالمين في مواقع التواصل المتاحة لجميع فئات المجتمع.
وأشار المغامسي إلى أن الأمن من أعظم منن الله -عز وجل- على عباده، ولا يحصل هذا الأمن إلا باجتماع الناس حول ولاة أمرهم، وعدم منازعتهم، وبالمقابل يحرص المرجفون أن يزعزعوا هذا الأمن من خلال خلخلة الثقة بين الناس وولاتهم، من خلال تخويفهم مما لا يُخاف منه من مستجدات الأمور، إضافة للخطر الأخلاقي، وبث الأفكار المنحرفة وعرضها وإبرازها للناس من خلال هذه البرامج.
وشدد المغامسي على أهمية دور الأسرة والمدرسة في تحصين الطلاب والطالبات من أخطار الإعلام الجديد، وكيف تتم الاستفادة من هذه التقنية بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.