تعودت أن أطل عليكم في المقالات السابقة بالمقالات المختصرة والقصيرة نوعا ما لكن في هذا المقال تحديدا استميحكم عذرا بالخروج عن المألوف نظرا لحساسية وأهمية الموضوع .من منطلق الآية((وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)) الصافات آية 24 . سوف أعبر لكم عما يجول بخاطري رغم (تحفظي) سابقا بالتزام الصمت لكن في حقيقة الأمر بأني أحترق من الداخل كلما بلغني تذمر بعض المتدربين والمتدربات والمجتمع من بعض التصرفات في عالم التدريب ..سأتكلم عن موضوع من باب الأمانة والحرص على مجتمعنا الغالي والذي سوف يغضب (البعض) وسوف يفتح النار علي (على حد تعبير أحدهم) .
ما إن تفتح جوالك الشخصي وتتصفح وسائل التواصل الإجتماعي أيا كانت حتى تجد نفسك محاطا بكم هائل من إعلانات الدورات التدريبية في شتى المجالات .تجد تلك العناوين التي تختطف عقلك قبل عينيك وقلبك وتجعلك لاإراديا تقتنع بداخلك بأنك حقا تحتاج لهذه الدورات وبودك أن تأخذها جميعا وخصوصا إذا ذيل الإعلان بعبارة (توجد شهادات خارجية )وإضافة بعض (البهارات والتتبيلات ) .
عزيزتي حواء …عزيزي آدم
عند وصول إحدى الإعلانات لك حاول أن تكون أكثر دقة وحرص في سؤالك عن المدرب/ه وتخصصة الذي يشكل أول خطوة بعد قرارك في الالتحاق بالدورة وعن مدى قوة وتأثير دوراتهم السابقه واستفادة الآخرين منها. ثم محص بدقة تلك المحاور في الدورة وأسأل نفسك بصدق (هل حقا أنت بحاجتها؟) ثم عرج على مصدر الشهادة التي سوف تعطى لك هل هي معتمدة وموثقة ومعترف بها من بلدك! فكلي ثقه بأنكما تمتلكان تلك الفطنة والوعي في تمييز ماهو الأفضل والتي تجعلكما مصدر فخر واعتزاز لمجتمعنا الغالي.وتذكروا بأنكم تتحملون جزءا من المسؤولية عن الفائدة الحقيقية أم الجريان خلف الوهم الذي قد (يبيعه أحدهم) .
زميلي المدرب.. زميلتي المدربة
أريدك أن تتحمل عتبي عليك فأنت تتحمل أيضا جزءا من المسؤولية ونصيبك فيها نصيب الأسد ،فالمجتمع يطلب منك مزيدا من الشفافية عن محتوى وفائدة ماسوف تقدمه . فليس من المعقول (لدى البعض) بأن يقرأ كتابا مميزا في وجهة نظره ويقرر بين ليلة وضحاها بأن يقدم دورة متخصصة برسوم باهظة متجاهلا وضاربا عرض الحائط موضوع الخبره وتوظيفها وأهميتها في خدمة الجمهور.وليس من المعقول أيضا عملية التنقل في بحر الدورات المتعدده بحجة
السوق عاوز كذا
جمهورك أمانة لديك فحاول أن تقدم ماترى نفسك قويا ومتمكنا فيه وكن أكثر وضوحا وأمانة في إيصال كافة المعلومات التي يسألونك عنها سواءا في محتوى ماتقدمه أو مصدر الشهادات التي تضيف وتدعم سيرهم الذاتية.
كن أكثر حرصا واهتماما بمن وثقوا بك واختاروك من بين مئات المدربين ودفعوا الأموال وتكبدوا عناء السفر للحصول على مايطمحون إليه.وتذكر أنك مسؤول أمام الله عن أي شيء سوف تقدمه لهم.
أعزائي أصحاب المعاهد التدريبية
مجتمعكم بحاجه إليكم، قدموا لهم قليلا من التنازلات في شتى الأصعدة .واختاروا مايناسبهم فعلا سواءا من الدورات المتخصصة أو المدربين فذلك سوف يضفي قليلا من الثقة التي تلاشت عندهم باعتباركم جهات (تجارية بحته). (فحاجات الناس إليكم من نعم الله عليكم).
همسة أخيرة للجهات المعنية
نحن بأمس الحاجة لجهة أكثر تخصصا تكفل حقوق الجميع من جمهور ومدربين وجهات تدريب وفق ضوابط مرسومة بدقة بعيدا عن تلك التخبطات التي نعيشها.سموها كما شئتم (وزارة..مؤسسة..نقابة..)فمجتمعنا يستحق المزيد والجميع مسؤول.
6 pings