[JUSTIFY]مهرولة في طريق طويل تسابقُ الزمن، تشخص العين محدقةً بأفق المستقبل، هاربةً من الماضي والحاضر، لا تلتفت يمينا أو شمالا، فقد سُحر العقل بلذة الوصول ولا تكترث لما حولها، فقد شُغف القلب بحب الانتصار.
السبيل مديد والهدف بعيد. ظلام دامس، وتعثر مستمر في مطبات التحديات وأحجار الصعوبات، تعب يتغلغل في النفس، وصبر بدأ بالنفاد، لكن الروح تأبى الاستسلام، والقلب ينبض بالعزم.
بين صراع الهمة والرضوخ، صوتٌ صارخ مفاجئ صدع مع النسيم، ليقطع صمت الطريق أجبرها على الوقوف، تبعهُ بريق ساطع نشر نور ليبتر الظلمة، ألزمها التلفت حتى اتضحت الرؤية.
جانبا الطريق احتضنا زهور تنشر عبير الأمل، وأشجار بشموخ تمنح القوة، وعصافير تذيع تغاريد الحب، ونهر ماء عذب يسقي العابرين بسيل العزيمة والإصرار.
قررت تأجيل المسير، فتركت الطريق واقتربت تستنشق عبير الأمل، وتنصت لتغاريد الحب، مفرغة حقائبها من الخيبة والخنوع، لتعيد ملأها بالقوة والعزيمة.
محطات تأمل واسترخاء، إنها هنا منذ البدء، لكن البصيرة كانت مغشية. قبل عودتها لإكمال طريق الهدف وسبيل الطموح، لاحظت لوحات تضم تعليمات النجاح، وأسهماً ترشد للإنجاز، تزين المكان ..هناك طرق تختصر المسافة، وممرات أكثر أمناً وقوانين تحدد السرعة والكيفية…قابلت زملاء يسعون، وعرفت آخرين قد وصلوا.
عادت إلى تحقيق الهدف، لكن هذه المرة بخارطة مفصلة خطت ملامحها بعد جلسات إعادة التفكير، وتذكرت أن تملأ رئتيها بالأمل، وقلبها بالحب، حب النفس وحب الحياة وحب العطاء.وأعظم شكر وامتنان كان من نصيب ذلك الصوت وذلك البريق. فبهما أدركت جانبي الطريق.
[/JUSTIFY]بقلم / ساجدة المازني