بقلم / عبدالله حسين اليوسف
يستمتع الكثير من زائري الحرم المكي بالجلوس في ساحة الحرم للعبادة والطاعة على الرغم من انتشار حشرة الليل السوداء المخيفة والتي كثرت في الفترة الأخيرة وسببت قلقا للناس وخصوصا النساء والاطفال فتجد من يصرخ أو يقفز من مكانه ومن يحاول ابعادها عنه وهذا كله يؤثر على التركيز على العبادة والدعاء أو التسبيح وقراءة القرآن .
ومما يشغل الزوار أيضا غسيل الحرم الذي يأتي فجاة دون سابق إنذار بتنبيه سريع من أحد العمال وعليك أن تبادر سريعا بالنهوض وإلا تبللت من المياه المندفقة لكن هناك مايلفت النظر في عملية التنظيف فمن يراقبها يجد حركة منظمة وانسيابية وتحديد دقيق للمناطق المراد تنظيفها وحرص شديد على المحافظة على طهارة ونظافة الحرم ليبقى في حلته البراقة دائما .
وفي لحظة من اللحظات سمع صراخ امرأة وقد كان صراخا عاليا مصحوبا بعويل شديد أدى إلى تجمهر الناس حولها مستفسرين عن السبب وإذا بها تبكي طفليها اللذين فقدا فجأة فتوجهت لها أحد النساء قائلة أنها رأتهما يتوجهان جهة الكعبة وهنا دب الفزع والخوف أكثر .
فقد كان الحرم مزدحما جدا وكأنه خلية نحل انبرى كل من حولها من رجال ونساء للبحث عنهما بعد مشاهدة صورتهما لسهولة التعرف عليهما وتم التحدث إلى رجال الامن وبدؤوا بأخذ كل الإجراءات اللازمة وبعد أقل من خمس دقائق من الدعاء والابتهال إلى الله لحفظ الطفلين جاءت إحدى النساء تمسك بالطفلين .
وقد كانت الأم وأختها يهرولان حول البيت بدل السعي في الصفا والمروة كما فعلت السيدة هاجر للبحث عن الماء لابنها إسماعيل عليه السلام في هذه الأثناء شاهدت الأم طفليها عند المرأة وانقضت عليهما كالصقر على الفريسة بالحضن والتقبيل والبكاء وهنا اقشعرت الأبدان ودمعت العيون واختلطت مشاعر الفرح والسرور بالبكاء لفرحة اللقاء .