ان انضمام الاحساء الى خارطة التراث العالمي وتسجيلها ضمن مواقع التراث العالميه جاء عبر مسار طويل امتد منذ وجود الانسان الاول على تراب هذه البقعه الجميله والمبدعه والخلاقه بالانجازات الانسانيه الى يومنا هذا الذي اعلن فيه رسميا وعالميا حضور الاحساء كموقع حضاري للتراث العالمي .
وذلك يعد مجدا وطنيا لم يكن وليد اللحظه الحاليه انما جاء عبر متواليه زمنيه خطيه راكمت الابداع تلو الابداع وكان مدماكه الاول هو انسان هذه الارض الذي خلق من طينتها وصلصالها في تركيبة فريدة مزجها الابداع الفكري والحس الجمالي وكلاهما تطورا ونما عبر ثنائية الادراك والاحساس الذي نشأ عليها ابن الاحساء والذي ترعرع على هذا التوازن الدقيق فشكل شخصية حكيمة تستطيع ان تتغلب على التحديات وتجيرها بل تسيلها ابداعا على الارض في نخلها وتمرها وشجرها وليمونها بمهارة ابنائها في صياغتهم وسبائكهم في حياكتهم ومشالحهم في عمارتهم واقواسهم في تحفهم واناقتهم في فكرهم وادبهم في سردهم وشعرهم .
كل ذلك مجتمعا جعل من الاحساء عصية على الانجرار خلف الحس العاطفي الذي يتغنى بالامجاد تارة ويبكي على الاطلال تارة اخرى وهذا ماكشفته التجارب التاريخيه عبر التاريخ المجيد للاحساء المبدعه فلم تخنع او ترضخ يوما للاستعمار سواء المستعمرين الذين جاؤا من خلف البحار او الاقربين المحتلين الذين جاؤا عبر البر كالترك اذ حولتهم من محتلين الى سجناء خلف جدران سراياهم منبوذين معزولين في قلاعهم بعقليه براغماتيه محنكه ترقب الاحداث وتقتنص الفرص في سبيل الوطن فاستعانت في لحظة تأريخيه بقائد فذ من ابناء وطنها ليخلصها من براثن السطو التركي الجاثم على ترابها انذاك فتم لها ذلك على يد االملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه .
فالاحساء نعم مبدعه بمقارباتها العقلانيه في مشاريعها النهضويه والوطنيه فبلغت من النضج والحصانه مايليق بمكانتها الحضاريه فمجد الاحساء مجد وطن لكل اولئك الراقدين بسلام تحت التراب الذين انجزوا ماانجزوا والى الذين جاؤا بعدهم فكانوا خير خلف لخير سلف الى الكادحين في حقول الانتاج في زراعتهم وتجارتهم ومصانعهم ومدارسهم وجامعاتهم ومؤسساتهم فالاحساء لاتقبل ان تختزل في شخص مهما علا شأنه فإبن الاحساء المبدع دوما يختار الاحساء ووطنه اولا بل يقدم ذاته كبش فداء على مذبح الوطن والشيخ الرمضان شاهد حي على ذلك فحبه للاحساء كان وطنيا بإمتياز فودعه الجميع وجدانيا وطنيا بحب وبعنفوان لانه اعطى دون ان يأخذ فأعطي دون ان يطلب رحمه الله فالاحساء دوما وفية لوطنها وكريمة ومبدعه تحتفي بإنجازها ولاتتوقف طويلا عنده وسرعان ماتنطلق استراتجيا في خططها لتستكشف مكامن الابداع افقيا وتحقق الافضل عموديا فشكرا لما انجزتم وننتظر المزيد في محطات تاريخيه ووطنيه تكون الاحساء موطنها وحاظنتها .