الثقافة كمفهوم يسهل فهم السلوك البشري بشكل أفضل. ويشير إلى مجموعة مركبة من المعرفة التي تطورت نتيجة لعيش وتجارب شعب من منطقة معينة. ولفهم القدرات البشرية، وتعرض ثقافة شعب معين طريقتهم في التفكير بطريقة أفضل وأكثر إبداعا. فالثقافة تسمح بعالم أكثر ابداعا ووعيا ومعرفة، وبالتالي تنعكس على حياته، وممارساته. لذا يدرك الناس أهمية الثقافة لتكون جسرا للحوار والتفاهم والقدرة على التعامل مع المستجدات، التي تعكر صفو السلام، والمحبة، ولا سبيل لتجسيرها إلا النقاط المشتركة، وتفهم طبيعة الهويات المختلفة، ومنحها أسبابها في مواقفها، التي تنسجم مع العقل السوي والطبيعة الفطرية، ويؤثر ذلك على التفاعل الإيجابي والطريقة التي يتعايش فيها مع الأعضاء الآخرين، ويتضح دور الثقافة في طريقة تعبير المجتمع عنها، وكيف ينظر لها الآخرون، قيم وعادات وتقاليد فتصبح مؤشرا أفضل للثقافة المشتركة. لذا تحرص المجتمعات على المحافظة على تقاليدها، وتقاوم ما يحاول تغييره، لأن عراقة التقاليد تكمن في المحافظة عليها، في طقوسها، ملابسهم، وتجمعاتهم، وممارسات حياتهم الاجتماعية، بعضها يرتبط باقتصاد المنطقة ومواسم الزراعة وبعضها بمواسم البحر والغوص، أو جمع الحصاد، وغيرها، وعندما نتحدث عن طقوسنا الدينية، في الصلوات التي تقام في المساجد، التي جذبت انتباه المشجعين ليتجاوزوا الشبابيك الزجاجية التي يشاهدون من خلفها، صفوف المصلين، بين الركوع والسجود، والقيام من جديد، ليتقدموا نحو باب المسجد، للدخول لمشاهدة المصلين من قريب، وربما السجود، لاستشفاف شعور الأمن والراحة، في الجثو على الأرض، تسبيحاً وحمدا، للتعرف على هذا الدين الإسلامي، الذين كان يشعرهم بخوف من ذكرهم، أو ذلك الختم الغالي على قلوبنا، ختم نقش عليه «محمد رسول الله» الذي ظهر ليختم به محمد بن عبد الله بن رسول الأمة الإسلامية وخاتم المرسلين وجاء النقش هرميًّا على ثلاثة أسطر: «محمد» سطر، و«رسول» سطر، و«الله» سطر، وكانت الحروف منقوشة بشكل مقلوب معكوس كصورة المرآة، وذلك كي تكون مستوية عند ختمها، ولا تزال حتى الآن رسالة النبي للمقوقس تحمل الشكل النهائي للخاتم مطبوعًا. فاستخدمه من أراد ربط اسم الرسول الكريم بالجماعات الإرهابية، التي يرفضها الإسلام والمسلمون.
على الرغم من تعدد أشكال الأذى الذي ذاقه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الكفار في العهد المكي، إلا أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب المثل الأعلى في التعامل معهم، كما تجلّت رحمته صلى الله عليه وسلم أيضاً في ذلك الموقف العظيم، يوم فتح مكة وتمكين الله تعالى له، حينما أعلنها صريحةً واضحةً: (اليوم يوم المرحمة)، وأصدر عفوه العام عن قريش التي لم تدّخر وسعاً في إلحاق الأذى بالمسلمين، فقابل الإساءة بالإحسان. لقد كانت حياته صلى الله عليه وسلم كلها رحمة، فهو رحمة، وشريعته رحمة، وسيرته رحمة، وسنته رحمة.
كلمة أخيرة
لنخبر العالم عنه، محمد رسول الله، ثقافته، وسلوكه وكيف كان أعظم قائد .
كاتبة قطرية