من منا لاتغريه لحظة الازدهار المادي والمالي لمعيشته ؟؟ من منا يمكن أن يرفض الفرص التي قد تحسن حياته وحياة عائلته على مختلف الأصعدة؟؟!!!
لا أحد بالطبع يقبل أن يتوانى عن زيادة دخله بالطرق الشرعية والمسموحة نظاماً طالما في امكانه ووسعه وطاقته. وقد يسعى الى ذلك من باغتتهم الحياة بجملة من الاخفاقات أهمها عدم حصولهم على وظائف ذات رأس مال ثابت لكن ماذا عن أولئك الذين يتمتعون بوظائف حكومية ومصدر دخل ثابت، هل يا ترى تتولد لديهم تلك الرغبة أيضاً في الازدهار أم انهم يكتفون بما جادت به عليهم وظائفهم من الاكتفاء المالي؟؟
الواقع يقول ان هناك عدد أيضا لا بأس به من أصحاب الوظائف الحكومية المرضية مادياً على استعداد تام لجني واستحصال المزيد من مصادر الدخل لكن تنقصهم الخبرة والآلية لفعل ذلك.
فلجميع هؤلاء أوجه فكرتي الحالية وأقول أنه من المهم أولا من أجل النجاح في العمل الحر أن يكونوا على استعداد تام للدخول في أي مجال يفرضه عالم الأعمال بصرف النظر عن مستوى المكانة والقدر الذي قد يفضي اليه ، أي أن لايستمد نجاحه فقط من شغفه بل أن يخلق من النجاح أينما وجده شغفاً. لأنه ليس من الضرورة أن يحقق الشغف نجاحا سريعاً ، فقد تكون هناك مجالات خارج حيز الشغف تحقق نجاحاً مجزياً أفضل.
إذا لامانع من الاستمتاع بهذه النجاحات الصغيرة والتمكن منها والتي مع تدفقها المستمر قد تسهم في ولادة الشغف الحقيقي للفرد. من الضروري عدم الحكم على فشل المحاولات الاولى لتحقيق الشغف فهذا مهم جداً لاستجلاب الأناة والصبر والروية لجذب أكبر مجموعة من النجاحات ويجب اعتبار ذلك مرحلة اكتشاف مبدئية للامكانات والقدرات الشخصية الملائمة لولادة الشغف الحقيقي.
الخطوة الثانية والتي تضاهي الاولى في الاهمية إنه على الشخص الاستعداد دائما عند الفشل بوضع خطط بديلة محكمة تسمى عادة بالخطة B في حال لم تصب سهمه في المحاولة الأولى ، فمن الممكن ان شغفه الظاهر له ليس هو الحقيقي وقد يكون واهماً في رؤيته لذا عليه الاستعداد دائما ومن أكبر الاخطاء ان يضع الفرد جل جهده في خطة واحدة بل عليه تهيئة خزينة من البدائل للحظة الفاشلة.
النقطة الثالثة والمهمة ايضا نشير فيها الى انه ينبغي لكل شخص أن يدرك أنه لابد من التخلي عن فكرة اعتبار النفس محور الكون والرجل الخارق. فالنجاح في الخطوة الأولى لايعني الحصانة الدائمة والانتصار الخالد وأن ليس من حق الحياة أن تخذله في الخطوات الأخرى .
النجاح لايعني انك محصنا من الفشل بل على العكس تماماً حيث ان النجاح يرفع من سقف التوقعات ومعايير الانجاز مما يصعب تحقيقها لاحقاً دون مجازفة واحتمالية كبيرة للفشل.
أخيراً وليس آخرا ، لابد أن نعيَ جيداً أن رحلة النجاح ليست بالصعبة لكنها ليست تافهة بالطبع ، فالطموح والشغف والاصرار والعزيمة والصبر كلها وقود خام للنجاح الممنهج والعنيد ضد مختلف التيارات المتلاطمة من الفشل والإخفاق والخسارة .