في كل سنة وفي شهر ذي الحجة الحرام يتوجه المسلمون الوالهون للقاء الباري عز وجل بأداء فريضة الحج فيشدون الرحال إلى البيت العتيق وهناك تعود الذكرى إلى من قام ببناء البيت العتيق وسن المناسك المقدسة عند كل ركن وموقف ومقام حيث لكل منها قصة وتاريخ وعبرة ومايميز هذه الذكرى ماء زمزم وما له من عذوبة حيث يتعبد الحاج بشربه بعد الطواف لمافيه من خاصية الشفاء واستجابة الدعاء .
كل ذلك استلهمناه من السيدة هاجر التي علمتنا عدم اليأس عندما رأت طفلها الوليد يكاد يهلك من العطش ولم تجد الماء اعتصر قلبها ألما ووعدت ابنها بالحصول على الماء نظر إليها الوليد وهو يرمقها بعينيه مبتسما وكأنه يقول لها اذهبي في رعاية الله .
توجهت السيدة هاجر نحو الصفا والمروة وأخذت تبحث عن الماء في السراب الظاهر بين عينيها ولما انهكها التعب بعد سبعة أشواط رجعت إلى وليدها ورأته يركل برجله ونبع الماء من تحته هديه لأمه التي حملته وغذته في بطنها وأرضعته ورعته وهذا جزء يسير من حقها عليه ابتسمت الام وضمته وقالت له نم يا رضيعي في أمن وأمان.
ودعت الله أن يكون هذا الماء بردا وسلاما وشفاء وعلما نافعا لكل من يؤم البيت وتكون عضة وعبرة للأجيال وخدمة لحجاج بيته الحرام .