من أمن العقوبة أساء الأدب .. تعدي على الدين وإرخاص عمل الدولة وتهميش المجتمع قال :《وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه الله فيقولَ : يا فلانُ عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا ، وقد باتَ يسترُه ربُّهُ ، ويصبحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ 》 وقال : كل أمتي معافى إلا المجاهرون.
نعم نحن منشكحين وفي قمة سرورنا بما يحدث من تطور ونمو للبلد وفي نفس الوقت يجب ألا نتخلى عن قيمنا ومبادئنا وديننا ونعترف أن ما نراه من تقدم وازدهار ورؤية مستقبل مشرق للبلد بأبنائه المخلصين الأوفياء مفخرة لنا ولبلدنا وهي نقلة نوعية في كل المجالات لكن للأسف ما يحدث من بعض الإعلاميين ومشاهير السوشال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي يُعد سقطة في حق ديننا وبلدنا لأن الاستهزاء والسخرية والتطاول على أجهزة حكومية ورجال الدين بأمور شخصية تعدي على الدين وإرخاص عمل الدولة وتهميش المجتمع يجعل أعداء الدين والدولة يتحينوا الفرص لتأخير أي تقدم وتطور وبدلاً من أن نعين ونعاون على النهوض بالوطن فنكون عوناً في إعاقة وتأخير المشاريع التنموية وبذلك نعود للوراء وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ونفتح طريق من جديد للمنظمات التخريبية بالتوغل داخل المجتمع لشق صفنا وخلخلة أمننا وأماننا بعد أن أوشكنا على إغلاق تلك المنافذ.
الإعلامي الذي يقدم برامج ومواضيع دخيلة على المجتمع فيها سخافات وسقطات وسخرية بقيم وعادات المجتمع السعودي عندما يشعر بخطئه يبادر بالاعتذار ليواري سوأته ليحظى باستعطاف الناس ورضاهم لعل وعسى ينظروا له الجهات الرقابية بعين الرحمة والشفقة ولا ينال العقاب الرادع فهم يعملون بمنطق أن يسرق السارق ويستمتع بما سرق ثم يعلن توبته لينجو بسرقته ..
هؤلاء المتمردين منهم من يبادر بالاعتذار قبل الاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه والذنب الذي اقترفه مع أن مجرد الاعتذار يدل على أن هناك شيء خطأ اقترفه وفي مثل هذه الحالات تعد المجاهرة بالمعصية والرذيلة أشد من السخرية بالجهات الحكومية والأشخاص وكلها أخطاء يُعاقب عليها مرتكبها حسب الأنظمة والقوانين .. يجب ألا يقبل لهم اعتذار على ما يقدموه من سخافات لأن الاعتذار ربما يكون مبطن وراه ما وراه أو يكون كإبر التخدير الوقتي لامتصاص غضب الشارع السعودي.
ما يقترفه بعض الإعلاميين والمشهورين في وسائل التواصل الاجتماعي خطأ ومفاسد عظيمة والمجاهرة بالمعاصي وتمرير أخلاق سيئة وتعظيم الرذيلة فهؤلاء المشاهير نعلم أنهم يريدوا ركوب الموجة والظهور على أكتاف الغير سواء كانت جهة حكومية أو غيرها لكن من حسن الحظ أنهم يصطدموا بواقع هذا المجتمع المحافظ الأبي مما يضطرهم للاعتذار للفوز بعرض الدنيا ولا يستغرب هذا الردع والاستنكار من شعب تربى على العقيدة في بلد ينعم فيه بالأمن ورغد العيش تحت قيادة تحكم بشرع الله وسنة رسوله وما يتلفظ به هؤلاء المشاهير ليس سقطة لسان بل إظهار ما يخفوه في قلوبهم ..
أخيراً :
لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى .. حقيقة أن بعض من أبناء هذا الوطن المعطاء وبعض من أبناء المجنسين يردون إحسان الوطن بتشويهها والتقليل منها وعلى هذه الشاكلة كثير يتطاولوا على القيم والمبادئ ويحاولوا تغيير الثقافات بطرق غير مشروعة ولابد من وقف كل من يحرك أصحاب الأجندات التي تقلل من الشخصية السعودية وتستصغرها بعذر هشاشة ثقافتنا وعدم منطقيتها كما يزعمون ومن لا يريد البلد ولا تعجبه السياسة الداخلية في إدارة شؤون البلد فيذهب لأي مجتمع يُريد البلد ليست في حاجة من ينكر الجميل.
وهذه رسالة لهذا الجيل من الإعلاميين والمشاهير في وسائل التواصل احترم تُحترم فلابد من الارتقاء بالأسلوب والألفاظ وانتقاء الكلمات ومحاور اللقاء كُن عنوان لتربية والديك الحسنة لا الناقصة فمن المفترض أن تستغل هذه المواهب في غرس القيم الفضيلة كـالحياء والعفة والشرف والغيرة والاحتشام والستر وغيرها بدلاً من غرس قيم الانحلال والرذيلة.