في ليلة من ليالي الأحساء الثقافية، قدّم الشاعر والناقد الدكتور عبدالله الخضير ورقة نقدية تأويلية عن حضارة وتاريخ وتراث الأحساء من خلال النص الشعري ، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة ممثلاً في هيئة الأدب والنشر والترجمة والشريك الأدبي بالأحساء ( مقهى جم) حيث بدأها الناقد الدكتور عبدالله الخضير بتكريم الرسول صلى الله عليه وسلم لأهالي الأحساء من خلال شخصيّة الأشج ( وفد عبدالقيس) ومن خلال الشاعر طرفة وبيته الشعري الذي كان يردده صلى الله عليه وسلم
ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلاً
ويأتيك بالأخبار مَن لم تزوِّدِ
ثمّ استعرض الدكتور الناقد الخضير أبياتاً من شعراء الأحساء ظهرت فيها العلامات والرموز والدلالات ( عبدالقيس ومتعلقاتها – الجرهاء – المشقّر – الماء ) وطبّق عليها المناهج النقدية الحديثة كالسيميائية والعرفانية والتداولية ، محللّاً الخطاب الشعري لما وراء النص ، أو المسكوت عنه ، وعلاقة اللغة بالجسد ( الإدراكية العرفانية ) ، كما عبر عن هذا العمق التأويلي عبدالقاهر الجرجاني ( معنى المعنى) ، فلم يكتفِ الخضير بالتأويل المباشر بل انتقل لسيرورة التأويل من خلال المؤول الدينامي والمؤول النهائي ، وعلاقة اللغة بالعقل .
وختم المحاضر الباحث في المناهج النقدية الحديثة الدكتور عبدالله الخضير إلى أنّ النص الشعري هو الذي يطلب المنهج ، وأنه ليس هناك خطاب بريء ، بل هو نص قابل للتأويل ، ويدخل في دائرة عدم قول الحقيقة ؛ مما ينتج عنه دلالات ذات أبعاد ( أنطولوجية وإيدلوجية وجمالية ومعرفية)، ثمّ تداخل الجمهور بطرح آراء وتساؤلات للمحاضر ، بل تحاور الجمهور فيما بينهم حول قضايا لم يتطرّق إليها الباحث ، وأجاب بدوره أنّ هذه الورقة البحثية مشروع كتابٍ سيضيف جميع العلامات التي لم تُذكر ومنها : ( الجبل – والقصر – والسوق – والنخل)
وفي الختام قدّم الجمهور شكره وتقديره للشاعر والناقد الدكتور عبدالله الخضير على هذه المحاضرة المتميزة في موضوعها ، وأكد الجميع أن هذا ذكاء وشجاعة من الدكتور الخضير أن يطرح هذا المنهج التأويلي على النص الشعري الأحسائي المليء بالدلالات والرموز التاريخية والإنسانية .
ثم التقط الجميع صورة جماعية احتفالاً وتوثيقاً لهذه المناسبة .