القوة لا تقتصر على القدرة الجسدية وحسب، بل تتمثل في عدة أمور منها: إنجاز المهام وتحقيق المصالح والأهداف، والاعتماد على الذات. وتكمن القوة فيما حققته “الوزارة” حينما فتحت أبوابًا لمشاركة المرأة السعودية في مواقع قيادية، ومناصب عُليا، وخَلقت فرصًا؛ لتغيير مفهوم أنّ المنزل هو ساحة العمل الوحيدة، وتخرج المرأة من تلك الحدود الضيقة لما هو أوسع.
ومن الجدير بالذكر، أنّ المرأة أداة عظيمة، تشكل جزء من المجتمع، فبها تستمر عجلة التنمية، ويزدهر الاقتصاد بشتى موارده وجوانبه، وبها تُعزز الصحة الأسرية. فقد أدركت “الوزارة” أهمية تحقيق معادلة التوازن، فدعمتها من الجانب الأسري، والعلمي، وسد ثغرة البطالة في المجتمع.
“وزارة الموارد البشرية” استثنت المرأة، ببعض المميزات والبرامج لتسهيل البيئة الوظيفية، وتذليل الصعوبات، ومنها: “قرة”، وهي خدمة توفر الرعاية للأطفال، ومد جسور التواصل بين مراكز ضيافة الأطفال وأولياء الأمور، فيمكن وصف هذهِ الخدمة كدعم للالتحاق بسوق العمل والاستمرارية فيه.
وكذلك برنامج: “وصول”، فالمواصلات تُشكل عائقًا كبيرًا للموظفة، كونها متذبذبة في تكلفتها تارة تتناقص وتارة أخرى تتزايد، فهدفت الوزارة إلى تخطي هذهِ الصعوبة، بتوفير مواصلات من وإلى مكان العمل، وبالتعاون مع تطبيقات توجيه المركبات لتقديم خدمة النقل، بجودة عالية وبتكلفة مالية زهيدة.
ومن جانب آخر، وُضعت أنظمة وقوانين، تلزم قطاع العمل بإعطاء إجازة للمرأة الحامل مدفوعة الأجر، وكذلك تخصيص ساعتين يوميًا للمرأة المُرضع خارج ساعات الدوام الرسمي، وإزالة القيود في استقلالية امتلاك الأراضي والمزارع، وممارسة التجارة بجميع أشكالها.
وبالنظرِ إلى إنّ دخول المرأة في بيئة العمل، ساهم في رفع المشاركة الاقتصادية من: ( 17% إلى 31%)، في عام 2021م. وإتاحة فرص الحصول على الحقوق الشرعية الكاملة، وتسخير ما يحسن الحياة، ولاسيما الاحتياجات التعليمية والاجتماعية؛ لتحقيق الأمان الذاتي، فحينما أصبحت المرأة كشريك في اتخاذ القرارات وصنعها، ساهم ذلك في زيادة كفاءتها وانتاجيتها للمجتمع.
ومن الناحية الصحية للمجتمع، لتمكين المرأة ارتباط بتحقيق أهداف برنامج: “جودة الحياة”، وهو من البرامج المدونة في رؤية ولي العهد 2030، كون الصحة ذات علاقة أساسية بالجانب المجتمعي والاقتصادي.
اما عن لفظة “التوطين”، يٌعني بها السعوديين والسعوديات، وهي من الألفاظ التي عطفت المرأة على الرجل، وأثبتت مكانتها ومهدت لها الطريق.
رسم بياني مُبسط بهِ إحصاء للألفاظ المذكورة بتمكين المرأة في تقارير وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية:
يمكن مُلاحظة الجمل التي عَبرت عن تواجد المرأة في البيئة الوظيفية، في القطاعات الحكومية والخاصة لعام (2021م)، قد تفاوتت في عدد تكرارها، فلفظة “المرأة” جاءت مرتبطة بألفاظ مختلفة كوّنت منها جملًا متعددة، ساهمت في زيادة المعنى وتوسعته، وبيان المساحة الكٌبرى التي شغلتها المرأة السعودية في بيئة العمل، وكيف أثبتت كفاءتها وقدرتها.
ويمكن القول بأنها تحمل دِلالة عامة مفادها: مستوى عالٍ من التحكم، وإمكانية التعبير والسماع للمرأة، والقدرة على التعريف والابتكار من منظور أنثوي، الاعتراف بها وتقديم الاحترام بشكل متساوٍ وكيان إنساني مع الآخرين، كذلك المساهمة والمشاركة في كل المستويات الاجتماعية.
ومما ينبغي الإشارة إليه أنّ التمكين لا يعني تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة، بل أنّ تماثلهُ في أمور وتفارقه في أخرى، والدين الإسلامي الحنيف، وهو دستور المملكة العربية السعودية، أوصى وأكد على ضرورة إعطاء المرأة كافة حقوقها، فهدف هذا المقال إلى معرفة كيف وظفت وزارة الموارد البشرية الألفاظ المٌعبرة عن عمل المرأة، ومساهمتها الكُبرى لإثبات دورها ومشاركتها المهمة.