لقد تفرد هذا اليوم على سائر الأيام بالحزن والكآبة ففيه كُسفت الشمس وبكت السماء دماً واحتفظت بتلك الدماء محاجر الأحجار
يوم لما أصيب فيه رسول الله وحزن لما حل فيه أمير المؤمنين وافتجعت بذبح ولدها فيه فاطمة الزهراء
لقد عرجت في هذا اليوم روح سيد الشهداء وسبط خير الأنبياء إلى بارئها بعد نهضة جسد فيها مبادئ الإسلام وأخلاق القرآن وعرى فيها مزاعم طاغية الشام المدعي خلافته لرسول الله على الأمة وهو أبعد ما يكون عن الإسلام
فيه سُفك دم طاهر ظلماً وعدواناً لا لشيء إلا لرفض صاحبه البيعة ليزيد المجون ففيه انتصرت دماء العدالة على سيوف البغاة
فيه تزلزلت الأرض ورعدت السماء وهبت الرياح الحمراء حزنا على سليل الهدى واستنكاراً لشناعة الجرم الذي أقدمت عليه يد الطغيان .
فيه تجلى الحق مخطوطاً بدماء المجد وزهق الباطل مسحوقاً بسيوف الذل والهوان
فيه رسم الحسين ع بدمائه الزكية خارطة طريق للحرية يستدل عليه من خلالها الباحثون عن الإستقلال والرافضون للإستعباد ليقيموا عهداً جديداً فيه الخير وفيه السلام.
نعم إنه ليوم فريد فيه ظهر الحق ليبقى خالداً بشخص الحسين وزهق الباطل ليُقبر ذليلاَ بشخص يزيد.
فسلام على من منْ قُتل فيه صبراً واحتساباً لاستقامة أركان الدين التي كادت أن تميل بجهل الظالمين .