عنوان غريب عندما تراه لأول مرة ولكنه واقع وحقيقي فالسعادة لا تتحقق إلا بعد ألم وتعب وسهر وجهاد وصراع ولا تأتي على طبق من ذهب لأنها إن أتت بسهولة فقدت طعمها ولذتها ورونقها.
فالتألم هو إمتحان أو اختبار لطاقة بداخلنا تعرف بـ ( الموجود الأخلاقي ) ولأن الإنسان كائن أخلاقي فهو يظل في صراع بين اللذة والألم ويبتسم في وجه الآلام والمصاعب ليصل إلى لذة الانتصار .
وقد قال الله تعالى في سورة الشرح : ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. وقد كان رسولنا الكريم خير قدوة وخير معلم حين قال ﷺ: ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا )
ومن وجهه نظري فأنا أنظر للمرء كجوهرة مكنونة كلما صقلتها بشكل أقسى وأكثر برزت ملامحها ولمعت بشكل أكثر وقد إتخذت هاذا الدرب كوسيلة في حياتي مهما صعب الأمر واستعسر .
وفي خضم معركتنا مع جائحة الكرونا والخوف والحظر وتغير الحياة بشكل جذري إلى حياة جديدة غريبة علينا ليس فيها حرية للسفر أو الخروج أو العمل أو ممارسة نشاطاتنا العادية هنا وقفت وقفة صمت توقفت فيها عن نشاطي في التعليم وفي التطوع والكتابة صمت العالم كله أصبح هادئا موحشا طرقات خالية في مشهد مهيب ومؤلم.
ثم وكنور الشمس الذي يتغلغل من بين أوراق الشجر تغلغل الأمل في النفوس أصبحنا نرى الحياة ببساطتها أجمل وبقرب أهلنا نأنس ونستمتع .
فالسعادة هي معاناة لأن اي انجاز ذي شأن هو ناتج عن كفاح مستمر وعمل مجتهد فأزهر بروحك في جميع الجهات فأنت تستحق الأفضل ودع نورك يتغلغل في الحياة لأنك أنقى من أن تذبل كافح وقاوم وأبتسم في وجه الألم وستصل إلى أحلامك وتشعر بسعادة الوصول والنجاح وتزهر كما تستحق .