لا تزال أرضنا الطيبة وبلادنا الخيرة تتحف هذا الوطن بأبناء لديهم طموح يضاهي وينافس سمو السحاب وبهاء النجوم فتراهم يتألقون في كل الميادين وفي شتى النواحي حتى وإن تكللت الصعاب بعض أجزاء من مسيرة حياتهم في مقتبلها.
وهذا كان جلياً في سيرة الطالب الأحسائي الطموح علي بن يحيى الغشام في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة مكة المكرمة الابتدائية بالمبرز الذي أصر على التألق الدراسي بحضور حصص الفهم القرائي مع معلمه الأستاذ علي بن حبيب الحميد رغم العارض الصحي الذي ألم به.
فها هو اليوم يرقد على الفراش عليلاً سقيما ً إلا أن روحه الوقادة تظل طموحة نحو التألق … من هنا بدأت سيرة الطالب علي بن يحيى الغشام الذي كان شغوفاً بالدراسة سواء حضورياً أو عن بعد.
فقد كان ذلك الطالب الذي تعلق بالتعلم والدراسة بشهادة كل من حوله يذكره معلمه الأستاذ علي بن حبيب الحميد كيف كان حريصا متقد الذهن حاضر الوعي دائما وتذكره المدرسة كيف ملأ أفنيتها برحيق العلم والنور عبر تنقله بين مرافق المدرسة حاملاً قناديل العلم وزهور المعرفة ويذكر والداه كيف كان شغله الشاغل تذاكر المعرفة وارتشاف الدروس كنحلة طموحة نحو اقتناص رحيق النور متطلعا نحو السمو العلمي بجانب أخلاقه وكيف كان فتى مهذبا خلوقا محبا لكل من حوله .
فبعد تحول الدراسة إلى المنصة التي وفرتها الوزارة مشكورة ليواصل الأبناء مشوار الدراسي.
كان الابن علي يعطي المنصة التعليمية كل الاهتمام والإتقان ولم يكن يترك المنصة التعليمية والقيام بفروضها فكان ذلك الطالب المميز عن بعد.
كما كان متميزاً حضورياً ولم يقصر أو تنال الأيام من عزيمته ولكن الله شاء أن يكون في القدر ما يغير مسيرة حياته حيث أصيب هذا الفتى بعارض صحي ألم به ورسم الحزن على قسمات كل من حوله الذي صدمهم خبر مرضه فقد كان منطلقا نحو السحاب.
وفجأة يأتي هذا الخبر الذي أحزن محبيه ولكن الله أراد لهذا الفتى أن لا تضيع جهوده سدى فمنحه القوة والصبر والهمة العالية.
فبرغم مرضه إلا أنه أصر على إكمال مشواره التعليمي وحضور الدروس عبر المنصة من المستشفى وعلى السرير الأبيض واصل علي تعليمه بكل جد وتميز رغم علمه بأن هناك عملية جراحية بانتظاره ولكنه لم يكن ليفوت شغفه بالعلم ولا أن يترك تعلقه بالمدرسة أبدا .
ومن هنا رسم إبننا علي أروع الأمثلة على حب العلم والتعلم وأن هذا الوطن أرض خصبة لكل طموح متوثب نحو التميز فليحفظ الله هذه البلاد وأبناءها ويبارك فيها في كل ميادين العطاء .