إذا كان الجميع مستنكر لجلوس الفتيات بكامل زينتهن في القهاوي -الضيقة والمزدحمة بالشباب بالذات- وملاصقة الطاولة للطاولة والكرسي للكرسي في منظر غريب وكأنهم جميعا شركاء نفس الجلسة!!
إذا كان الناس يلحظون ذلك ويستغربونه بل ويستنكرونه فمن بناته إذاً تلك الفتيات؟!!هل هبطن من الفضاء؟!! خاصة وأن العدد غير قليل!
تساءلت أخت فاضلة هذا التساؤل وهي ترى المنظر غير المقبول لفتيات صغيرات تغطي وجوههن الأصباغ وكأنهن في حفل زفاف خاص لا قهوة عامة ،تتلاصق كراسيهن وكراسي الشباب المتأنقين بزيادة هم أيضا باسم الجلسة في نفس القهوة وتحت مبرر شرب القهوة!! بل وتدور بينهم العبارات والحركات الغزلية العلنية!!
أين كنا وأين وصلنا وإلامَ نحن ماضون ؟!! ومن بناته هذه الفتيات إن كان الجميع يستنكر ويستغرب وجودهن في القهاوي أطراف الليل وآناء النهار ؟!! هل يعاني المجتمع من فصام ؟!! يقول مالا يفعل ويفعل عكس مايقول؟!!
(جحر الضب ممتلىء) عبارة كثر ترديدها هذه الأيام ولكن هناك ممن يرددونها من يملؤون جحر الضب مع المالئين!! ويتبعون على ضلال مع التابعين!!
نحن بحاجة لوقفة صريحة مع الذات ، ثم تنفيذ لما نتج عن هذه الوقفة بأفعال توافقها، لا بأقوال توافق وأفعال تعارض ،تطبيقا لمقولة ( لا تكن أمام الناس قديس وفي الخلوات من أعوان ابليس) نحن بحاجة للصدق مع الله ومع النفس ومع الآخرين ونحن بحاجة لأدوار حقيقية للوالدين ليصلح حال النشء.
وفي النهاية هي سلسلة تتابعية مبنية على صلاح الأساس في البيت ، فإن لم يصلح الأساس لن تصلح الفروع ولن تصلح فروع الفروع بعد ذلك في المستقبل، لذا علينا الانتباه لأهمية الأدوار الوالدية وإصلاحها والعمل على تقويمها ليستقيم بناء الأسرة ثم المجتمع بأكمله باستقامتها.
أيها الأب وأيتها الأم البنات والأبناء أمانة في أعناقكم وارشادهم وتقويمهم واحتواؤهم أهم أدواركم وتكاليفكم ولن تفعلوا ذلك إن كانت مفاهيمكم أنتم في الأساس مختلة ومفصومة لن تقوموا بذلك إن كنتم مخادعين لأنفسكم تحدثونها بما يخدرها ويرضيها ويعللها من أحاديث تخدعونها به ( وما يخدعون الا انفسهم ).
لينهض كل منكم يَصلُح ويُصلِح ، يجاهد حتى يصل للمبتغى وليس جهاد كجهاد النفس الخدرة المتهاونة الموهومة المتخاذلة عن القيام بأدوارها.
تلك الفتيات المتماوجات في القهاوي ،المتبرجات بتكلف ،المتأنقات بمبالغة، لأجل شرب فنجان قهوة ،أين أهلُهُن؟ وهل هن من يُرجى منهن تربية نشء في المستقبل ؟! اعملوا على اصلاح الحاضر ليصلح المستقبل وعلى اصلاح النفس ليصلح النشء وعلى أن نكون قدوات لا إمعات وعلى الصدق في تشخيص الخلل كي يُعثر على العلاج ولاتُناقض الأقوال الأفعال وكي لانرى تلك الفتيات الخاويات التائهات في أروقة القهاوي بلا أهداف حقيقية في الحياة .. أهداف تنهض بالنفوس وتُعلي الرؤوس.
1 ping