قد يقابل المرء في حياته الاجتماعية أو الوظيفية مدير متسلط لديه حالة من التعصب في الرأي، ويتعامل بأسلوب التنمر والإهانة والإذلال مما يؤثر على الحالة النفسية للموظفين وعطاؤهم ونشاطهم بشكل سلبي، بل يغلق كل الطرق التي تساعد الموظفين على التفاهم معه، وخاصة لو كان مديرا يعمل في قسم إدارة العمل التطوعي أو بشركة أو لديه موقع قيادي في المجتمع.
الشخصيات المتسلطة لديهم حالة فكرية ونفسية تدفعهم لتفريغ طاقتهم السلبية في من حولهم، ولهذا يفرضون طروحاتهم فقط على الموظفين من دون إعطائهم أي فرصة للكلام، وهذا يعتبر شعور بالهزيمة والضعف تجاه الآخرين وتعويض الإحساس بالنقص والانفعال الشديد الذي يجعل الإنسان يتخذ قرارات بطريقة عشوائية (غير واعية).
أن من الأسباب المعينة التي تجعل المدير يلجأ للتسلط والتنمر هي قلة الخبرة والمعرفة، والاعتقاد بأن العمل الإداري يتطلب السيطرة والغطرسة بجميع الأحوال، وأستخدام الأساليب القديمة في التعامل بدلا من التعرف على الجديدة.
كيف تتعامل مع المدير المتسلط؟
1-التعامل بأسلوب محترم: إثارة الجدال مع المدير المتسلط قد تسبب مشاكل كبيرة تؤدي لجعله يضع تركيزه على سلوكيات وأداء الموظف بالعمل فيحقد عليه، من الأفضل التعامل معه بأسلوب محترم، وذلك حتى يشعر بالراحة الطمأنينة ومن الممكن أن يخفف المهام بنسبة قليلة على الموظف.
2-المحاولة بقدر الإمكان تجنب الوقوع بالأخطاء: ارتكاب الأخطاء باستمرار وعدم التعلم منها توقع الشخص في مشاكل متتابعة، أنت كموظف يجب أن تدرك أن المدير المتسلط يريد أن يستغل ويتصيد على الأخطاء التي يرتكبها الموظفين في فترة العمل، فيجب أن يكون الفرد حذرا وواعيا بهذه اللحظات، وذلك حتى يكسب ود وثقة المدير ليقلل المهام عليه.
3-انتظار الفرص الذهبية: نقصد بذلك عدم إجراء النقاش مع المدير المتسلط عندما يكون غاضبا أو يكون مشغول بشكل كبير، انتظر حتى يكون هادئ وجيد المزاج، لتكون لك فرصة في تعبير عن آرائك ومطالبته بتغيير طريقة التعامل من دون التعرض لمشاكل كبيرة، حتى ولو لم يغير جميع السلوكيات الخاطئة التي يمارسها من الممكن أن يغير أساليب معينة للأفضل وليس جميعها، وبهذا يتم تقليل الخسائر بدلا من زيادتها.
4- أتبع المنطق وليس العاطفة: العاطفة المستهجنة وعدم تحكيم العقل يقود الشخص للتهجم على الآخر، فإن المدير المتسلط يفتقر للتعاطف مع الآخرين ويركز على الاهتمام لذاته فقط، فيجب أن تضبط نفسك وتكون هادئ وتتحمل أي كلمة صادرة منه، إظهار العواطف السلبية للمدير ستدفعك للغضب والتوتر والقلق الزائد عند الحديث معه.
يجب أن تكون لدى المدير موهبة بالقيادة، وليتم اكتساب هذه السمة الإيجابية يتطلب الأمر تقبل آراء الأفراد بكل احترام وسعة صدر وتنمية الخبرات والعمل بروح تعاونية، ليصبح المدير واعيا ومنصفا مع الموظفين ومتزنا في اتخاذ القرارات، فلا يوجد عيب من ناحية تطوير المهارات لديه.