التطرف العنيف من المشاكل التي تدور بين فئة من الشباب، وتشغل العديد من الفئات الاجتماعية، وهو يعتبر ظاهرة مقلقة ومؤذية وهذه المشكلة تتكرر بشكل مستمر في حياتنا اليومية والعامة ولها تأثيرات سلبية ومدمرة على التماسك الداخلي للمجتمع ويختلف مفاعليها حسب الظروف والبيئة المحيطة ونسق القيم والمبادئ والأفكار في مختلف المجتمعات التي يعيش فيها كل فرد، بالإضافة إلى ذلك ارتبطت ظاهرة التطرف إلى حد كبير بالظروف الاجتماعية والثقافية والفكرية وغيرها من ظروف أخرى.
من سمات المتطرفين هي: الخوف من كلام الناس وسرعة الغضب عند التعرض للنقد أو الانتقادات وغالبا ما يكونون قلقين عندما لا يطبق الناس ما يقولونه أو يكتبونه والتمسك بأوهم معينة كالاعتقاد بأن أوهامهم صحيحة مهما كانت الأدلة الفكرية والثقافية والاجتماعية تطرح بشكل واضح، والاعتماد على طريقة أو حل واحد فقط عند التعامل مع مشاكل معينة، من دون وضع الاستراتيجيات وأستخدام أدوات فعالة تخفف من الضغوطات النفسية والعصبية التي يعانون منها.
ونذكر لكم أشكال معينة من التطرف العنيف وهي كالتالي:
1-التطرف الشاذ: ينتج عن هذا النوع من التطرف عدم القدرة على السيطرة على الشهوة، فالشباب الذين يستخدمون الأساليب الشاذة بالتعامل ويمارسون التنمر والعنف، فقد يكون ذلك بسبب عدم اللجوء للزواج المبكر ولهذا يفقدون السيطرة على أنفسهم، والمشكلة أن تكاليف الزواج ثمنها باهظ، فعلى سبيل المثال لو كان شخص معين في وظيفة ذات راتب ضعيف، والظروف المادية والمعيشية صعبة فالحصول على وظيفة أخرى في شركة جيدة يتطلب الإنتظار لفترة طويلة والصبر أحيانا.
2-التطرف في السلوك: يعتقد الشخص أن أفكاره وآرائه صحيحة دائما، وهذا النوع من التطرف يجعل الشخص يصرف وقته وجهده وطاقته وتركيزه على سلوك واحد فقط بدلا من التعرف على سلوكيات جديدة.
3-التطرف في الحب: مثلا شاب متطرف يحب طرف أخر بشدة ثم تعرض للغدر والخيانة من قبله نتيجة أسباب وظروف واجهها معه، وبعد ذلك يفكر المتطرف في الانتحار أو الانتقام من المجتمع، وقد تموت فئة من الشباب على المعصية بسبب الانتحار.
4-التطرف الفكري: هذا النوع يعتبر حالة من التعصب في الرأي التي تجعل صاحبها لا يعطي أي فرصة للآخرين، من ناحية التعبير عن آرائهم في الساحة، كما أن التطرف الفكري تصاحبه الأفكار السلبية والمعتقدات المشوهة التي تتسم بعدم الموضوعية.
تعيش اليوم فئة من الشباب في صراعات صعبة ويواجهون مشاكل متعددة تحتاج للصبر، وسعة الصدر، ودراسة جميع الاحتمالات، وعدم الانخراط بشكل عشوائي (غير واعي)، فإن الحلول الناقصة تصنع قرارات غير سليمة وخصوصا وأن التحرك المنطلق من أفكار وسلوكيات متطرفة يؤدي بالشخص إلى التهور والخسارة من جوانب كثيرة.
يجب أن ننشر الوعي ونواجه التطرف بكل إرادة وعزيمة لنحمي الوطن والمجتمع من انتشار الفتن والعادات السلبية والأحقاد، وذلك حتى ننمي المهارات والقدرات الإبداعية لدى الأجيال الجديدة ونتوصل للحلول الفعالة التي تمكننا من مواجهة التحديات والصعوبات في الخطوات القادمة.