بحكمتها أرادت أن تودع في صلب هذه الدنيا حكيم فزعت بالأولى كي تطمئن بعدها وحتى لاتسمح بزغب ريشها الدافئ الناعم للندم بأن تضرب اليد على يد أجهرت بتتابع الإنفعالات مع اختلاف الحاجيات من أجل الحياة والعيش بعزة وذلك بقول فتى لصاحبه إنها موتة واحدة
وقد سمعت الأم وهي جالسة تغزل صوف شقائة برحابة صدرها وتطحن شعير الإحساس بحكم تجاربها قالت له احكم سكب الماء في الكأس حتى لاتحتاج إلى أي إضافة
وعلى عادته يسمع من أذن ويخرجه من الأخرى ولكن دائما ماينتهي حظهما بهما إلى بيت حنان هذه الأم اليقظ إلى أن أوقع بهما لأن يطرقا بابا يريق ماء وجه السائل بعد أن كانا يعتمدان ويخططان ويجبنان ويكابران وكل هذا لأن الموت عندهم موتة واحدة
أعتمت ليلتهما وساد عليهما الجوع وقد أخبرتهما الأم عن نفاذ كل شيء ولم يعد هناك ما يغذيهما في المنزل فقال الإبن لأمه
أمي إنني وصاحبي جائعين
قالت له
إنها موتة واحدة يابني أليس كذلك
قال الإبن
لكنني أتضور من الجوع ألما
قالت له
ماأحكمت من أيام الرخاء شئ للشدة اعتمدت على غيرك عند وجود طاقتك وظننت أن الموت هكذا يأتي بسهولة
فلو أنك أحكمت سكب الماء في الكأس لما احتجت لأن يضيف أحد على حياتك أي إضافة من السعادة للعيش بشرف.
كاتبة وأديبة