عشت في صراع لا ذنب لي به، كانت طفولتي تترنح بين أداة ضغط وابتزاز الطرف الآخر، وبين العذاب الجسدي ونزيف النفس، حتى لم أدرك ماهي الطفولة وما يعني أسرة!
سمعت الأطفال يقولون: اشتقنا أن نرتمي بأحضان أمهاتنا، ولم أفهم ماذا يعني ذلك، حتى كبرت معاقاً اجتماعياً مشوهاً نفسياً، وكل ذلك بسبب صراع الكبار الذي كنت أنا ضحيته، لم يكن الطلاق بالنسبة لهم مجرد علاقة لم يكتب لها النجاح، وكان نهايتها الانفصال، لم تكن إلا بداية حرب وتراشق، استقلوا فيها كل مايتاح لهم من ذخائر.. أطفالهم عوائلهم ، سيرتهم ، التسقيط ، التجريح، ولم يتوقف ذلك إلا بإحساس أحدهم أنه منتصر، ليجمع الطرف الآخر قواه وتبدأ معركة أخرى.
ضاعت طفولتي بين هذه الصراعات، لم يجدوني خيط ودٍ يتفقوا علىالتعاون في تربيته، لم يعقدوا جلسة صلح لأجل تنشئتي بعيداً عن كل هذه الصراعات، بل وجدوني أداة ضغط، وعميل يستقله أحد الأطراف لنقل أخبار الآخر.
مَن أتهم؟ أمي أم أبي؟
مَن؟
لن أقول أحدهما؛ كي لا ينفيني الآخر من حياته؛ بتهمة أنني اصطففت بجانب خصمه، كلاهما قتلا طفولتي، سلبوني حياتي بجهلهما وعنادهما و مهاتراتهما المظللة، أنانيتهما أضاعتني..
1 ping