بعد انتهاء فترة العمل بالشركة، في يوم الخميس، التاريخ الهجري 25 / 04 / 1442، التاريخ الميلادي 10 / 12 / 2020، كنت أعاني من أوهام وتوترات واحباطات نفسية وأنا أقود سيارتي، وبعدها فكرت بالذهاب لمجمع الأمل والصحة النفسية بالدمام، في هذه الحالة كنت متردد وخائف من زيارة الطبيب النفسي، ولكن بنهاية المطاف تشجعت على الذهاب إليه ثم بعد ذلك تحدثت له عن التجارب والمواقف وغيرها من الأمور الأخرى التي مررت بها في الماضي والحاضر.
من المشاكل المعينة التي ذكرتها للطبيب النفسي هي: إن عندي أوهام تجعلني أعتقد أن هناك أفراد يفكروا في إيذائي أو مطاردتي، ولقد كانت لدي نوع من النرجسية التي تجعلني أفكر في إيذاء الآخرين والانتقام منهم بأي وسيلة، وقلت له أيضا: أعتقد بوجود أشخاص يتلاعبوا بي ويحاولوا السيطرة عليّ وعلى أفكاري، وذكرت له الموقف الصعب والصدمة النفسية التي تعرضت لها في الفترات السابقة وكيف تجاوزتها بكل إرادة صلبة ومن دون استشارة أي إنسان، ولكن ما زلت أتخيل أن الموقف يحصل من جديد نتيجة الصدمة النفسية العنيفة التي تعرضت لها في الماضي، وأكملت الحديث معه وذكرت المشاكل الأخرى.
وطرح عليّ الطبيب النفسي أسئلة معينة وهي:
– هل علاقاتك الاجتماعية جيدة؟ قلت نعم جيدة ولا أعاني من العزلة السلبية.
– هل تمارس هوايات معينة؟ قلت نعم الكتابة أو القراءة أو الرياضة، قال لي: هذا جيد جدا.
– هل تعتقد أن هناك من يتحدث عنك ويقصد إلحاق الأذى بك عند مقابلته لأول مرة في الحياة الاجتماعية؟ قلت نعم كثيرا، ويجعلني هذا الأمر أفكر بشكل مفرط، ثم أخبرني الطبيب النفسي أن هذه مجرد أوهام وليس هناك من يتقصدك بالأذى.
بعد الانتهاء من الحديث مع الطبيب، قال لي: أذهب للصيدلاني وخذ وتناول هذه الأدوية (Zyprexa, OLANzapine) والتي ستساعدك على تخفيف الأوهام والتوترات والمخاوف التي تعاني منها، كما إنه قال لي: سوف نستمر معك في العلاج النفسي بجلسات أخرى بعد أن تجلب لنا تحويلة من مستوصف معين في منطقتك.
الفضفضة للطبيب النفسي تعتبر وسيلة فعالة جدا للعلاج، والتخلص من الضغوطات النفسية والعصبية التى يسببها الغضب الشديد، والتقليل من التوتر والقلق بشكل تدريجي، لأن الفضفضة تجعل الإنسان يتحرر من المشاعر والأفكار التحطيمية التي تؤثر سلبا على ذاته وحياته اليومية.
وعند خروجي من مجمع الأمل والصحة النفسية شعرت بالسعادة وراحة البال، ونسيت كل الهموم والأفكار التي تعكر مزاجي، لكل شخص يعاني من حالات نفسية تؤثر سلبا على حياته اليومية، يجب عليه أن لا يخجل من استشارة الطبيب النفسي، فهناك فئة من الناس وخاصة فئة من الشباب تعتقد أن الأطباء النفسيين سيحولوا حياتهم للأسوء أو أن المشاكل النفسية الكبيرة التي يعاني منها الشخص يمكن أن يعالجها بنفسه فقط دون استشارة من هو أكثر منه بالخبرة والدراسات وغيرها من أمور أخرى.